masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وإن تطع أكثر من في الأرض

Saturday, 06-Jul-24 03:23:57 UTC

وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون " (الأنعام ١١٦).

  1. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الأنعام - قوله تعالى وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله - الجزء رقم5
  2. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأنعام - الآية 116
  3. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنعام - الآية 116

إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الأنعام - قوله تعالى وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله - الجزء رقم5

( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين). قوله تعالى: ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) اعلم أنه تعالى لما أجاب عن شبهات الكفار ثم بين بالدليل صحة نبوة محمد عليه الصلاة والسلام بين أن بعد زوال الشبهة وظهور الحجة لا ينبغي أن يلتفت العاقل إلى كلمات الجهال ، ولا ينبغي أن يتشوش بسبب كلماتهم الفاسدة فقال: ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) وهذا يدل على أن أكثر أهل الأرض كانوا ضلالا ؛ لأن الإضلال لا بد وأن يكون مسبوقا بالضلال. واعلم أن حصول هذا الضلال والإضلال لا يخرج عن أحد أمور ثلاثة: أولها: المباحث المتعلقة بالإلهيات فإن الحق فيها واحد ، وأما الباطل ففيه كثرة ، ومنها القول بالشرك أما كما تقوله الزنادقة وهو الذي أخبر الله عنه في قوله: ( وجعلوا لله شركاء الجن) [ الأنعام: 100] وإما كما يقوله عبدة الكواكب. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأنعام - الآية 116. وإما كما يقوله عبدة الأصنام. وثانيها: المباحث المتعلقة بالنبوات. إما كما يقوله من ينكر النبوة مطلقا أو كما يقوله من ينكر النشر.

القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأنعام - الآية 116

أو كما يقوله من ينكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. ويدخل في هذا الباب المباحث المتعلقة بالمعاد. وثالثها: المباحث المتعلقة بالأحكام ، وهي كثيرة ، فإن الكفار كانوا يحرمون البحائر والسوائب والوصائل ويحللون الميتة ، فقال تعالى: ( وإن تطع أكثر من في الأرض) فيما يعتقدونه من الحكم على الباطل بأنه حق ، وعلى الحق بأنه باطل ( يضلوك عن سبيل الله) ، أي عن الطريق والمنهج الصدق. ثم قال: ( إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) وفيه مسألتان: المسألة الأولى: المراد أن هؤلاء الكفار الذين ينازعونك في دينك ومذهبك غير قاطعين بصحة مذاهبهم ، بل لا يتبعون إلا الظن وهم خراصون كذابون في ادعاء القطع ، وكثير من المفسرين يقولون: المراد من ذلك الظن رجوعهم في إثبات مذاهبهم إلى تقليد أسلافهم لا إلى تعليل أصلا. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنعام - الآية 116. المسألة الثانية: تمسك نفاة القياس بهذه الآية. فقالوا: رأينا أن الله تعالى بالغ في ذم الكفار في كثير من آيات القرآن بسبب كونهم متبعين للظن ، والشيء الذي يجعله الله تعالى موجبا لذم الكفار لا بد وأن يكون في أقصى مراتب الذم ، والعمل بالقياس يوجب اتباع الظن ، فوجب كونه مذموما محرما ، لا يقال: لما ورد الدليل القاطع بكونه حجة كان العمل به عملا بدليل مقطوع لا بدليل مظنون؛ لأنا نقول: هذا مدفوع من وجوه: الأول: أن ذلك الدليل القاطع إما أن يكون عقليا ، وإما أن يكون سمعيا ، والأول باطل لأن العقل لا مجال له [ ص: 134] في أن العمل بالقياس جائز أو غير جائز ، لا سيما عند من ينكر تحسين العقل وتقبيحه.

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنعام - الآية 116

وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) يقول تعالى، لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، محذرا عن طاعة أكثر الناس: { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فإن أكثرهم قد انحرفوا في أديانهم وأعمالهم، وعلومهم. فأديانهم فاسدة، وأعمالهم تبع لأهوائهم، وعلومهم ليس فيها تحقيق، ولا إيصال لسواء الطريق. بل غايتهم أنهم يتبعون الظن، الذي لا يغني من الحق شيئا، ويتخرصون في القول على الله ما لا يعلمون، ومن كان بهذه المثابة، فحرى أن يحذِّر الله منه عبادَه، ويصف لهم أحوالهم؛ لأن هذا –وإن كان خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم- فإن أمته أسوة له في سائر الأحكام، التي ليست من خصائصه.

عباد الله: لو تأملنا في كتاب الله -جل وعلا- وأحاديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لوجدنا أن نصوص القرآن تدل على أن الأكثرية من الناس دائماً ما يكونون في صف الباطل وفي جانب الطاغوت، كما في قوله تعالى: ( وإن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ) [الأنعام: 116]، وقوله: ( ومَا أَكْثَرُ النَّاسِ ولَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)،[يوسف: 103]، وقال: ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) [الإسراء: 89]. وتكررت في القرآن الكريم كثيراً من الفواصل القرآنية التي تذم الكثرة، وتخبر عن حالها وضلالها، كقوله تعالى: ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) [هود: 17] وقوله:( ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [الأعراف: 187]، ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [البقرة: 243] ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) [الأنعام: 111]. أيها الناس: إن زماننا هذا اعتمد فيه كثير من الناس على معرفة الحق عن طريق ما يسمى بالأغلبية ورأي الجمهور، ويقصدون بالأغلبية والجمهور هم جمهور الرعاع، وأكثرية الناس من المقلدين والجهال والمتبعين لكل ناعق، ويظنون أن هؤلاء هم دليل الحق ورمز الصواب، وكثرتهم تدل على أن الحق هو فيما اتبعوه وتمسكوا به.