masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ومن يفعل المعروف في غير أهله

Thursday, 11-Jul-24 03:52:32 UTC

عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صوتَ خُصومٍ بالباب عاليةٍ أصواتُهما، وإذا أحدهما يَستوضِعُ الآخَرَ ويَسترفِقُه في شيء، وهو يقول: واللهِ لا أفعل، فخرَج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أين المتألِّي على الله لا يفعلُ المعروفَ؟))، فقال: أنا يا رسول الله، فله أيُّ ذلك أَحَبَّ؛ متفق عليه. معنى ((يَستوضِعُه)): يسأله أن يضَعَ عنه بعض دَينِه. ((ويَسترفِقُه)): يسأله الرِّفقَ. ومن يفعل المعروف في غير أهله. ((والمتألِّي)): الحالف. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: هذا الحديث ذكَرَه المؤلف رحمه الله في بيان الصلح بين اثنين متنازعينِ، فإذا رأى شخصٌ رجُلينِ يتنازعان في شيء وأصلَحَ بينهما، فله أُسوةٌ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد فعل خيرًا كثيرًا، كما سبق الكلام فيه على قول الله تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]. فالنبي صلى الله عليه وسلم لما سمع نِزاعَ رجُلينِ وقد علَتْ أصواتُهما، خرَج إليهما صلى الله عليه وسلم؛ لينظُرَ ماذا عندهما، وفيه دليل على أنه لا حرَج على الإنسان أن يتدخَّل في النزاع بين اثنين، إذا لم يكن ذلك سرًّا بينهما؛ لأن هذين الرجلين قد أعلَنا ذلك، وكانا يتكلَّمان بصوت مرتفع، أما لو كان الأمر بين اثنين على وجه السرِّ والإخفاء، فلا يجوز للإنسان أن يتدخل بينهما؛ لأن في ذلك إحراجًا لهما؛ فإن إخفاءهما للشيء يدلُّ على أنهما لا يُحِبَّانِ أن يَطَّلِعَ عليه أحدٌ من الناس، فإذا أقحَمتَ نفسك في الدخول بينهما، أحرَجتَهما وضيَّقتَ عليهما، وربما تأخذهما العِزَّةُ بالإثم فلا يصطلحان.

من يصنع المعروف - الطير الأبابيل

وقد جعل الله سبحانه وتعالى صُنع المعروف صدقة لفاعله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُه عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ». وصور المعروف كثيرة وعديدة، فينبغي على المسلم أن ينافس فيها ويحرص عليها؛ كي ينال ثوابها وأجرها، وألّا يقلل من قيمة أي خيرٍ يفعله، فقد أوصى النبي أحد أصحابه فقال: «عَلَيْكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ، وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ لِلْمُسْتَسْقِي مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَائِهِ، أَوْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ»، وهي وصيته للنساء أيضاً؛ فقد قال: «يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ».

الدعاء