[٦] وقد ورد عن ابن عبَّاس -رضي الله عنه- معنى لن ينال أيّ لن يصعد أو يرتقي إليه، ومما ورد عن ابن عيسى أنَّ الدماء واللحوم ليست هي التي تُقبل وإنَّما التَّقوى هي التي يتقبلها الله من عباده وعليها يُثاب المؤمن، وبذلك فالنِّية هي التي يُنط بها عمل المُسلم فإمَّا أن يتقبَّله الله؛ لصدق وإخلاص المُضحّي أو غير ذلك مما يشاؤه سبحانه، [٧] وورد كذلك في تفسير البغوي أنَّ الله لا تُرفع إليه الدّماء ولا اللحوم، وإنَّما تُرفع له الطَّاعات التي يبتغي بها المُسلم وجهه -سبحانه- وهو صُلب ما يُريده الله من عبيده، وقد سخَّر الله -تعالى- البدن لعبيده فجعلها واحدة من مناسك الحج للمسلمين. [٨] وقد ورد في ذلك أنَّ رجلًا سأل عامر الشعبي عن جلد الأضحية ما يُفعل بها فقال له: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا}، إن أردت أن تبيعها فبعها وإن شئت فأمسكها وإن شئت فتصدَّق بها فلك الخِيار في ذلك، فلأجل ذلك سخَّر الله -جلَّ في علاه- البدن لعباده المؤمنين؛ حتى يذبحوها تقربًا منه وتعظيمًا له، وحمدًا لجلاله على ما هداهم للإيمان بدينه القويم، وفي ذلك بيانٌ لشرح وتفسير قوله تعالى: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا}، حسب ما اصطلح عليه علماء أهل الفسير والتأويل، والله هو أعلى وأعلم.
لن ينال الله لحومها إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ، ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ، ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ آل عمران:102. سؤال يتعلق بالآية الكريمة ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ... ) - ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) سورة النساء. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (70-71) سورة الأحزاب. أما بعدُ: فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
28-05-2009, 08:30 PM تاريخ الانضمام: Feb 2009 التخصص: نطلب العلم النوع: ذكر المشاركات: 2 سؤال يتعلق بالآية الكريمة ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها... ) قال ( لن ينال اللهَ لحومُها ولادماؤها ولكن يناله التقوى منكم) ينال: فعل الله: اسم الجلالة ، منصوب على التعظيم ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة لحومها:فاعل والمعنى العام للآية: (لن) يصل إلـى الله لـحوم بدنكم ولا دماؤها، ولكن يناله اتقاؤكم إياه إن اتقـيتـموه فـيها فأردتـم بها وجهه وعملتـم فـيها بـما ندبكم إلـيه وأمركم به فـي أمرها وعظمتـم بها حرماته سؤالي: كيف يتفق هذا المعنى مع الإعراب الظاهر للآية فإذا كان الفاعل هو الدماء ستكون هي التي ستنال؟؟!! الادعاء أن القرآن الكريم خالف قواعد اللغة فنصب الفاعل. 29-05-2009, 07:44 PM تاريخ الانضمام: Mar 2009 السُّكنى في: الجيزة ـ مصر التخصص: طالب المشاركات: 12 من معاني الفعل نال: نال الشئَ: حصل عليه و ليس هذا هو المعنى المراد في الآية ، و إن كان الأكثر استخداماً. نال الشئُ فلاناً: وصل إليه ، و هذا هو المراد ، أي لن تصل إلى الله لحومها و دماؤها و إنما تقواكم و [طاعتكم فيثيبكم عليها] ، و منه لا ينال عهدي الظالمين ، و (نالنا الأذى). فاللحوم و الدماء لن تَنال ، وليست لن تُنال.
(يذكروا.. بهيمة الأنعام) مرّ إعرابها، الفاء الأولى استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق ب (أسلموا)، والواو عاطفة. جملة: (جعلنا... وجملة: (يذكروا... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: (رزقهم... وجملة: (إلهكم إله... وجملة: (أسلموا... فصل: إعراب الآية رقم (36):|نداء الإيمان. ) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن طلبتم رضاه فأسلموا له. وجملة: (بشّر المخبتين) معطوفة على جملة أسلموا.. (الذين) موصول في محلّ نصب نعت ل (المخبتين)، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متعلّق بالجواب وجلت الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (الصابرين، المقيمي) اسمان معطوفان على المخبتين منصوبان مثله، وعلامة النصب فيهما الياء (الصلاة) مضاف إليه مجرور (ممّا) متعلّق ب (ينفقون) والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه. وجملة: (الشرط وفعله وجوابه) لا محلّ لها صلة الموصول الذين. وجملة: (ذكر اللّه) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (وجلت قلوبهم) لا محلّ لها جواب لشرط. وجملة: (أصابهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: (رزقناهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: (ينفقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الذين. الصرف: (المخبتين)، جمع المخبت، اسم فاعل من أخبت الرباعيّ بمعنى تواضع وأطاع، والإخبات النزول في الخبت وهو المكان المنخفض.. إعراب الآية رقم (36): {وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)}.
يقول: ( لتكبروا الله على ما هداكم) يقول: كي تعظموا الله على ما هداكم ، يعني على توفيقه إياكم لدينه وللنسك في حجكم. كما: - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد: ( لتكبروا الله على ما هداكم) قال: على ذبحها في تلك الأيام ( وبشر المحسنين): يقول: وبشر يا محمد الذين أطاعوا الله فأحسنوا في طاعتهم إياه في الدنيا بالجنة في الآخرة.
وكان اليونان يشوون لحوم القرابين على النار حتى تصير رماداً ويتوهمون أنّ رائحة الشواء تسرّ الآلهة المتقرب إليها بالقرابين ، وكان المصريُّون يُلقون الطعام للتماسيح التي في النيل لأنها مقدّسة. وقرأ الجمهور { يَنال ، ويَناله} بتحتية في أولهما. وقرأه يعقوب بفوقية على مراعاة ما يجوز في ضمير جمع غير العاقل. وربما كانوا يقذفون بمِزع من اللحم على أنها لله فربما أصابها محتاج وربما لم يتفطن لها فتأكلها السّباع أو تفسد. ويشمل التقوى ذكر اسم الله عليها والتصدّق ببعضها على المحتاجين. و { يناله} مشاكلة ل { ينال} الأول ، استعير النيل لتعلّق العلم. شبه علم الله تقواهم بوصول الشيء المبعوث إلى الله تشبيهاً وجهّه الحصول في كلّ وحسنته المشاكلة. و ( مِن) في قوله { مِنكم} ابتدائية. وهي ترشيح للاستعارة ، ولذلك عبّر بلفظ { التقوى منكم} دون: تقواكم أو التقوى. مجرداً مع كون المعدول عنه أوجز لأنّ في هذا الإطناب زيادة معنى من البلاغة. { كذلك سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ الله على مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المحسنين}. تكرير لجملة: { كذلك سخرناها لكم} [ الحج: 36] ، وليبنى عليه التنبيه إلى أن الثناء على الله مسخّرها هو رأس الشكر المنبه عليه في الآية السابقة ، فصار مدلول الجملتين مترادفاً.