[١٠] ولا يكتف أهمية العِلم على التطوير فقط، بل هناك أمور أهم بكثير ساعدت التكنولوجيا في توفيرها، وفي التحصيل على أسلوب حياة متقدم ومريح، إذ أفادت التكنولوجيا البشرية عبر مدار السنين بالكثير من الأمور تمثلت في توفير الخدمات وزيادة إنتاج السلع، وفي تخفيض كمية العمالة، وصنع آلات خاصة تقوم بالأعمال الخطرة والمرهقة والشاقة، وبذلك يسرت العمل بشكل أسهل وأيسر، إضافة إلى الرفع من مستويات المعيشة، وتلك التكنولوجيا هدفت في بدايتها إلى مساعدة المجتمع وتحسين أداء الفرد، ومن ثم النهوض بالحياة عن طريق العِلم والعمل.
العلم بأحكام الله أمر ضروري على كل مسلم ومسلمة في كل ما لا يسعهما جهله، ليسيرا في عبادتهما لربهما على هدى وبصيرة الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد عبدالله ورسوله، وخيرته من خلقه وعلى آله وصحبه، ومن نهج نهجه وسار على هديه إلى يوم الدين، أما بعد: فإن العلم بأحكام الله أمر ضروري على كل مسلم ومسلمة في كل ما لا يسعهما جهله، ليسيرا في عبادتهما لربهما على هدى وبصيرة. ولا يمكن للإنسان المسلم أن يفهم دينه ويعمل به، إلا إذا عرف أحكامه، وأولاها اهتمامه وعنايته، وبذل جهده وطاقته للإلمام بها، لتكون عبادته لربه بنيت على أساس صحيح ومتين، ومن وفقه الله لمعرفة أحكام هذا الدين، والأخذ بها فقد هدي إلى صراط الله المستقيم، وحصل على خير كثير. يقول الله سبحانه: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ [البقرة:269] قال الحافظ ابن كثير في تفسيرها: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ [البقرة:269] يعني: المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه وأمثاله.
قال الشاعر: العلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم وقد حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على العلم والاستزداه منه، لذا كان يكثر صلى الله عليه وآله وسلم من الدعاء به فيقول امتثالاً لأمر ربه تبارك وتعالى: (وقل رب زدني علماً)، ولم يكتفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه في الاعتناء بالعلم، بل حرص على أن يتعلم المسلمون ويتزوّدوا به، ومن أجل ذلك اتّخذ الخطوات الايجابية نحو تحقيق هذا الهدف، فقد أصدر قراراً عقب غزوة بدر يحدّد فيه فداء الرجل المشرك الأسير الذي لديه قدر من التعليم أن يُعلّم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة حتّى يفكّ قيده من الأسر. إذا كان للعلم قداسة وتعظيم يحظى به من الشعب والفرد، فكذلك يظفر المتعلم باجلال واحترام وعلو بين أفراد مجتمعه. العلم والتعليم التعليم ضرورة من ضرورات الحياة، وهو الركيزة الأساسية لأي تطور ونماء اجتماعي واقتصادي، وهو الجسر الوحيد ووسيلة العبور إلى لمستقبل الزاهر المشرق،وينقسم بدوره إلى قسمين: التعليم المحظري والتعليم العصري. التعليم المحظري يعتبر امتداداً طبيعياً للموروث الثقافي، والديني، والتاريخي، والاجتماعي للقرية، ويُشكل مركز ثقل واعتزاز، ومنبع إلهام وإيمان بالله عز وجل، ففيه تتحدّد المكانة الاجتماعية التاريخية عبر العصور لهذه المجموعة، وهو العنصر الأساس في بنائها تاريخياً وحضارياً، حيث عُرِف الأجداد منذ قديم الزمان بحرصهم وورعهم وإخلاصهم لهذا الصنف من التعليم، حيث كانوا رجالهم أئمة وعلماء وفقهاء، ونساؤهم عفيفات طيبات حافظات طاهرات مربيات لأبنائهن.
على بركة الله انطلقنا من بيتنا في الدمام الساعة 3 من عصر الأربعاء باتجاه البحرين. الجسر لم يكن مزحوم وصلينا العصر في مسجد الجانب البحريني حوالي الساعة 4. اتجهنا للمطار ورحلتنا كانت الساعة 8 إلا ربع ، فضلت أن أقوم بإصدار بطاقة صعود الذاكرة وشحن العفش ومن ثم العودة للبلد من أجل الفطور. لم نستغرق أي وقت في الحصول على البوردنق وشحن العفش ورجعنا للكورنيش قبل الأذان بنصف ساعة تقريباً وكان معنا فطورنا من قهوة وتمر وقشطة ومشروبات بادرة من مياه وعصيرات. أفطرنا وصلينا ثم توجهنا للمطار. وقفت السيارة في مواقف رقم 8 واستقلينا الباص باتجاه المطار وكل ذلك مجاني. تجولنا في السوق الحرة حتى إعلان الصعود للطائرة. ثمن التذاكر على طيران الخليج 2 كبار و2 صغار ورضيع 2733 ريال البحرين - مسقط - البحرين. كانت الرحلة هادئة والخدمة مميزة حيث تم تقديم وجبات خاصة للأطفال واستغرقت الرحلة حوالي ساعة ونصف. وصلنا لمطار مسقط وبالباص توجهنا لصالة القدوم ، تم التختيم على الجوازات بسرعة وأخذنا العفش بدون أي تعقيدات وخرجنا للصالة الخارجية وكان في انتظاري أحد الأخوة العمانيين الذين تعرفت عليهم في سفرتي الأخيرة للسلطنة شهر مارس.