لقد حدث أمر لا يُصدق في عام 1989. فعلى خلفية التغييرات التي كان يشهدها النظام العالمي آنذاك، اجتمع قادة العالم وتعهدوا بالتزام تاريخي لأطفال العالم، وأطلقوا وعداً لجميع الأطفال بأن يحموا حقوقهم ويسعوا لإعمالها، وذلك من خلال إقرار إطار قانوني دولي — ألا وهو اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة. تتضمن هذه الاتفاقية فكرة عظيمة الأهمية: أن الأطفال ليسوا مجرد تابعين يخصّون والديهم وتُتخذ القرارات بالنيابة عنهم، أو أنهم في طور التدريب ليصبحوا بالغين. وإنما هم كائنات بشرية وأفراد يتمتعون بحقوق خاصة بهم. وتقول الاتفاقية إن مرحلة الطفولة منفصلة عن مرحلة البلوغ، وإنها تستمر حتى سن الثامنة عشرة؛ وإنها فترة خاصة ومحمية يجب أن يتاح للأطفال خلالها أن ينموا ويتعلموا ويلعبوا ويتطوروا ويزدهروا بكرامة. وقد أصبحت الاتفاقية هي اتفاقية حقوق الإنسان التي تحظى بأكبر عدد من المصادقات في التاريخ، وساعدت على إحداث تحول في حياة الأطفال. ما هي حقوق الاطفال يوتيوب. ما الذي حققته الاتفاقية؟ هذه الاتفاقية هي اتفاقية حقوق الإنسان التي حظيت بأكبر عدد من المصادقات في التاريخ. وقد ألهمت الحكومات لتغيير قوانينها وسياساتها وتخصيص استثمارات كي يتمكن عدد أكبر من الأطفال من الحصول على ما يحتاجونه من رعاية صحية وتغذية ليتمكنوا من البقاء والنماء، وبات هناك ضمانات أقوى لحماية الأطفال من العنف والاستغلال.
ثالثاً: حق الطفل في الغذاء: يقصد بحق الطفل في الغذاء، أن يتوفر للأطفال الغذاء المتوازن الصحي المفيد، وذلك لضمان النمو بشكل صحي، وتجنب إصابته بأي مشاكل صحية، ويجب أن يكون الطعام المقدم للطفل غني بجميع العناصر الغذائية اللازمة لجسمه، وذلك لنموه الجسمي والعقلي بشكل سليم، ووقايته من جميع الأمراض، كما ينبغي أن يكون الطعام المقدم إلى الطفل أن يكون نظيفاً، خالياً من أي تلوث، لضمان النمو الصحي السليم للأطفال. رابعاً: حق الطفل في الصحة: يقصد بحق الطفل في الصحة، أن يكون له الحق في توفير جميع الخدمات الصحية منذ ولاته إلى أن يتخطى مرحلة الطفولة، وتوفير جميع التطعيمات اللازمة والأساسية منذ ولادته، والتي تقيه من الكثير من الأمراض الخطيرة والمعدية، مثل: مرض شلل الأطفال، مرض الحصبة، الأمراض الكبدية، الحمى الشوكية، … إلخ، كما تنص مادة حق الطفل في الصحة على ضرورة أن يتوفر للطفل المريض على الخدمة الصحية اللازمة لعلاجه، كما ينصح بنشر التوعية اللازمة للحفاظ على صحة الأطفال، وحمايتهم من جميع الأمراض. خامسا: حق الطفل في المياه: يقصد بحق الطفل في المياه، أن يكون للطفل حق بشرب مياه نظيفة خالية من أي مشاكل صحية، حيث تعتبر الماء أهم العوامل المسببة صحة الإنسان، حيث أنها تقي الجسم من الكثير من الأمراض، كما أنها تعمل على غسل جميع أجهزة الجسم، وتجعلها تعمل بكفاءة عالية، وتخلص الجسم من جميع السموم التي قد توجد به، لهذا فأن وجود الماء النقي والنظيف، من أهم العوامل التي تتسبب في صحة الطفل، ووقايته من جميع الأمراض التي قد تحدث بسبب تلوثها.
الأسرة: من حقه أيضًا أن ينشأ وسط أبوين في بيئة أسرية يسودها الأمن والعاطفة، لذلك تضمنتها الاتفاقية ضمن بنودها (أن ينشأ الطفل في رعاية والديه)، وعلى ألا يجبره أحد على الابتعاد عن والديه. الصحة: من حق الطفل أن يتمتع بصحة جيدة وتناول الغذاء الصحي والمياه النظيفة، والحصول على الخدمات الطبية المختلفة على أعلى مستوى من الجودة. الحرية والكرامة: تضمنت أيضًا الاتفاقية حق الطفل في حريته وكرامته، وهذا من خلال التركيز على احترام الطفل وتبادل الحرية معه في الآراء والقرارات، ومن ثم توفير حياة كريمة تلبي كافة متطلباته دون أن يلجأ إلى الطرق المهينة والماسة لكرامته.