حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله: ( يوم تمور السماء مورا) مورها: تحريكها. حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( يوم تمور السماء مورا) يعني: استدارتها وتحريكها لأمر الله ، وموج بعضها في بعض. حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران ، عن سفيان قال: قال الضحاك ( يوم تمور السماء مورا) قال: تموج بعضها في بعض ، وتحريكها لأمر الله. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: ( يوم تمور السماء مورا) قال: هذا يوم القيامة ، وأما المور: فلا علم لنا به. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الطور - الآية 9. [ ص: 463] وقال آخرون: مورها: تشققها. حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله: ( يوم تمور السماء مورا) قال: يوم تشقق السماء. وقوله: ( وتسير الجبال سيرا) يقول: وتسير الجبال عن أماكنها من الأرض سيرا ، فتصير هباء منبثا.
الرئيسية إسلاميات متنوعة 10:00 ص الثلاثاء 15 أغسطس 2017 ما هو موران السماء يوم القيامة؟ مشاهد يوم القيامة كثيرةٌ ومتنوّعة، تطالُ كلّ أشكال الحياة وأنواع المخلوقات، ويمكننا التعبير بأن يوم القيامة هو بحق: يوم التغيّرات الكونيّة التي يشيب لها الولدان، ومن جملة التغيّرات الحاصلة التي ثبتت في السنّة الصحيحة: تلك الأحوال المتفرّقة التي تكون عليها حال السماوات، كما قال الله عز وجل في محكم كتابه: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} (إبراهيم:48). على أن هذا التبديل للسماوات، ليس مشهداً واحداً، ولا حالاً متفرّدة، بل هو مجموعة من الأحوال المتنوّعة المتراتبة وفق جدول زمني، بحيث تشهد كلّ مرحلةٍ منها مشهداً مغايراً من مشاهد التبديل الحاصل للسماوات يوم القيامة، ونحصي في ذلك جملةً من التغيّرات، مثل: الكشط، والانفطار، والتشقّق، والانفراج، وانفتاحها أبواباً يعاينها الناس، والمَوَران، وهذا هو محور حديثنا هنا. ما هو المور كلمة المَوْر في أصلها تدلّ على معنى الحراك والاضطراب، وهذا الحراك يمتاز بالنشاط والقوّة، لكنّه متوسّط الحال بين الشدّة والضعف، ومما يُذكر من معانيه: التردّد، ويعنون بها التحرّك في الاتجاهات المختلفة، ولذلك جرى تشبيه حركة السماء بجريان السفن واضطرابها نتيجةً لحركة الموج التي تجعل الأشياء في السفينة تذهبُ وتجيء.
المسألة الثالثة: ما السبب في مورها وسيرها ؟ قلنا قدرة الله تعالى ، وأما الحكمة فالإيذان والإعلام بأن لا عود إلى الدنيا ، وذلك لأن الأرض والجبال والسماء والنجوم كلها لعمارة الدنيا والانتفاع لبني آدم بها ، فإن لم يتفق لهم عود لم يبق فيها نفع فأعدمها الله تعالى.
لقد قضى جل وعلا بأن هذه الدنيا فانية زائلة منتهية لا محالة ولا يبقى إلا وجهه تبارك وتعالى: { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن:26-27] وقال تعالى: { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر:68] وقال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى: « أنا الملك أين ملوك الأرض » (صحيح البخاري [7382]). ذلك اليوم يُذهل العقول ويفزّع القلوب، والسماء تضطرب والأرض تشقق والجبال تندك والقمر ينخسف والشمس تتكوّر والكواكب تنتثر والبحار تُسجّر وتشتعل نارًا. ذلك اليوم يشهده الأولون والآخرون ويحشر فيه الملوك وغيرهم حُفاة عُراة غُرلاً بُهمًا، لا ينفعهم مالهم ولا جاههم ولا سلطانهم وتستوي الخلائق وليس بينهم وضيع الكل عبادٌ لله قال تعالى: { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [ مريم:93]. فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حُفاة عُراة غُرلاً كما قال تعالى: { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء:104] » فقالت عائشة: "يا رسول الله، النساء والرجال؟" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم بعضاً » ( صحيح مسلم [2860]).
⁕ حدثنا ابن المثنى وعمرو بن مالك، قالا حدثنا أبو معاوية الضرير، عن سفيان بن عُيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾ قال: تدور السماء دورا. ⁕ حدثنا الحسن بن عليّ الصدائي، قال: ثنا إبراهيم بن بشار، قال: ثنا سفيان بن عيينة قال: أخبروني عن معاوية الضرير، عني، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾ قال: تدور دورا. ⁕ حدثنا هارون بن حاتم المقري، قال: ثنا سفيان بن عيينة، قال: ثني أبو معاوية، عني، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾ قال: تدور دورا. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾ مورها: تحريكها. ⁕ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾ يعني: استدارتها وتحريكها لأمر الله، وموج بعضها في بعض. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: قال الضحاك ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾ قال: تموج بعضها في بعض، وتحريكها لأمر الله. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾ قال: هذا يوم القيامة، وأما المور: فلا علم لنا به.