أشتاق لأشياء قديمة ضحكة أشخاص أبعدتهم الأقدار عنيّ أوقات كنا فيها سعداء جداً وأشياء كثيرة ممكن أن تعود وربما لا تعود. في غيبتك تثقل عليّ الدقايق والوقت مع غيرك ما عاد ينطاق ربطتني ما بين عهد ووثايق وخليتني بس للقصايد والأوراق واليوم أقولك دون الخلايق: ما عيني لغيرك من الناس تشتاق. بعد أن أحببتك تغير كل شي في الأكوان، توقفت الأرض عن الدوران، تكسّرت عقارب الأزمان، أصبح النهر مالحاً وغدا البحر عذباً، صار القمر شمساً، والشمس أقماراً، تغير طعم قهوتي، عدت لزمن ولادتي، غيرت موضع قلبي، صار في اليمين بعد أن كان باليسار، رأيت الليل كالأنوار، ذبت في مياه الأمطار وأطلقت سراح كل الأسرار بعد أن أحببتك، أرجو أن يحميني قلبك من كل الأخطار.
"جيفري دامر" قاتل لا إنساني أذاق الموت لـ15 ضحية قبل أن يقتلهم، قال في إحدى المقابلات معه: "إذا كان الشخص لا يؤمن بوجود إله ليحاسبه؛ إذن ما هي الفائدة من محاولة تعديل تصرفاته ليبقى في الحدود المقبولة؟! أنا مؤمن بنظرية أننا أتينا من الوحل وعندما نموت لا يوجد شيء". هذا هو حديث ملحد وإرهابي ووحش قاتل وفكر سقيم.. ولكن هل تعلم أن هناك من يُسوّق لمثل هذا الفكر بين شبابنا وخاصة في "تويتر"! إنه ليس "داعش" القبيحة؛ ولكن قُبح آخر اسمه الظاهر "فكر مستنير"، وواقعه إلحاد وكفر وسوء ضمير. يريدون أن يكفر شبابنا ولا يعرفون الله إلا عند الموت؛ ليكتشفوا حسب قولهم: "هل صحيح أم كذب". يريدون أن تكون حياتهم فضولاً وعقولهم فارغة، وقتل ودمار لدينهم ووطنهم، ولا يريدون لشبابنا أن يسمعوا كلمة الملحد الكبير فرانسيس نيوبورت عند موته عندما قال: "لست بحاجة أن تخبروني بأن الله غير موجود.. كلام عن الغياب والاشتياق تويتر ترصد 30 مخالفة. أعلم أنه موجود وأنا الآن في حضرته". هم في "تويتر" بمئات المعرفات التي تتحدث عن الإلحاد بكلمات برّاقة ومئات الهاشتاقات التي تشكك في نبينا وفي أحاديثه؛ بل وفي وجود الله؛ بدعوى "السؤال المفتوح.. والتفكير المطروح". يعلمون أن فكر بعض المراهقين هو حب التجربة وكثرة التساؤلات والخروج من ضوابط المجتمع؛ فيستغلونها ليسلبوه قيمته وعقيدته ومنهجه ويجعلوه ساخطاً على نفسه وواقعه، حائراً يعيش في دوامة لا تنتهي وأسئلة لا يجد إجابة لها، وتغذية سلبية لفكرة لا ينفكّ عنها.