masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم

Tuesday, 30-Jul-24 00:02:04 UTC

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن بكر حدثنا ميمون المرئي ، حدثنا ميمون بن سياه ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله ، لا يريدون بذلك إلا وجهه ، إلا ناداهم مناد من السماء: أن قوموا مغفورا لكم ، قد بدلت سيئاتكم حسنات " تفرد به أحمد ، رحمه الله. وقال الطبراني: حدثنا إسماعيل بن الحسن ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، عن أسامة بن زيد عن أبي حازم ، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال: نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في بعض أبياته: ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) فخرج يلتمسهم ، فوجد قوما يذكرون الله تعالى ، منهم ثائر الرأس ، وجافي الجلد وذو الثوب الواحد ، فلما رآهم جلس معهم وقال: " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني الله أن أصبر نفسي معهم " عبد الرحمن هذا ، ذكره أبو بكر بن أبي داود في الصحابة وأما أبوه فمن سادات الصحابة ، رضي الله عنهم. وقوله: ( ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا) قال ابن عباس: ولا تجاوزهم إلى غيرهم: يعني: تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة. سلسلة مع القرآن والعترة(6)وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ. ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) أي: شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا ( واتبع هواه وكان أمره فرطا) أي: أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع ، ولا تكن مطيعا له ولا محبا لطريقته ، ولا تغبطه بما هو فيه ، كما قال تعالى: ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) [ طه: 131]

واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم .. في نور آية كريمة - منتدى قصة الإسلام

وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) وقوله: ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) أي: اجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه ، ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ، ويسألونه بكرة وعشيا من عباد الله ، سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء. يقال: إنها نزلت في أشراف قريش ، حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلس معهم وحده ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه كبلال وعمار وصهيب [ وخباب] وابن مسعود ، وليفرد أولئك بمجلس على حدة. فنهاه الله عن ذلك ، فقال: ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) الآية [ الأنعام: 52] الآية ، وأمره أن يصبر نفسه في الجلوس مع هؤلاء ، فقال: ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) وقال مسلم في صحيحه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، عن إسرائيل ، عن المقدام بن شريح ، عن أبيه ، عن سعد - هو ابن أبي وقاص - قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر ، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا!.

سلسلة مع القرآن والعترة(6)وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ

"ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا": قال الحافظ ابن كثير: "أي: شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا "واتبع هواه وكان أمره فرطا" أي: أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع، ولا تكن مطيعا له ولا محبا لطريقته، ولا تغبطه بما هو فيه". يقول ابن عطية: "و"الفرط" يحتمل أن يكون بمعنى التفريط والتضييع، أي أمره الذي يجب أن يلتزم، ويحتمل أن يكون بمعنى الإفراط والإسراف، أي أمره وهواه الذي هو بسبيله، وقد فسر المتأولون بالعبارتين، أعني التضييع والإسراف، وعبر عنه خباب بالهلاك، وداود بالندامة، وابن زيد بالخلاف للحق، وهذا كله تفسير بالمعنى". ويبسط د. ناصر العمر في كتابه النفيس إشراقات سورة الكهف عدداً من الوقفات التدبرية في هذه الآية، يمكن اختصارها فيما يلي: الوقفة الأولى: أهمية الرفقة الصالحة: أمر الله نبيه عليه السلام أن يحبس نفسه مع من يدعونه سبحانه من أهل الإيمان، وأمته تبع له ما لم يقم دليل على الخصوصية (... واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم .. في نور آية كريمة - منتدى قصة الإسلام. ) فمن صاحب الأخلاق تخلق بأخلاقهم والعكس؛ فإن كثيراً من الشباب عرفوا الحق والتزموا به بتوفيق الله أولاً ثم بالرفقة الصالحة التي تعينهم على الخير وتثبتهم عليه، و(العكس)؛ فالإنسان بحاجة لأعوان على الحق.. ويخطئ من يثق في حفظ دينه وسط فتن تموج موج البحر.. فالذئب يأكل من الغنم القاصية.

قال الطبري: "ولا قول أولى بذلك بالصحة، من وصف القوم بما وصفهم الله به: من أنهم كانوا يدعون ربهم بالغداة والعشي، فيُعمُّون بالصفة التي وصفهم بها ربهم، ولا يخصون منها بشيء دون شيء". الوقفة الثانية: قوله سبحانه: { بالغداة والعشي بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} ذكروا في المراد منها وجوهاً: الأول: المراد كونهم مواظبين على دعاء ربهم في كل الأوقات، كقول القائل: ليس لفلان عمل بالغداة والعشي إلا قراءة القرآن. الثاني: أن المراد صلاة الفجر والعصر. الثالث: المراد أن الغداة هي الوقت الذي ينتقل فيه الإنسان من النوم إلى اليقظة، وهذا الانتقال شبيه بالانتقال من الموت إلى الحياة. والعشي هو الوقت الذي ينتقل فيه الإنسان من اليقظة إلى النوم، ومن الحياة إلى الموت. والإنسان العاقل يكون في هذين الوقتين كثير الذكر لله، عظيم الشكر لآلاءه ونعمائه. قال ابن عاشور هنا: "هذا الكلام تعريض بحماقة سادة المشركين، الذين جعلوا همهم وعنايتهم بالأمور الظاهرة، وأهملوا الاعتبار بالحقائق والمكارم النفسية، فاستكبروا عن مجالسة أهل الفضل والعقول الراجحة والقلوب النيرة، وجعلوا همهم الصور الظاهرة". الوقفة الثالثة: قوله عز وجل: { وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، يخاطب سبحانه نبيه طالباً منه ألا يصرف عينيه عن هؤلاء الذين أمره أن يصبر نفسه معهم إلى غيرهم من الكفار.