masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم

Thursday, 11-Jul-24 06:13:29 UTC
روي أن جبير بن مطعم تزوج وطلق قبل الدخول، فأكمل الصداق، وقال: أنا أحق بالعفو. قال المفسرون: ومعنى كون العفو أقرب للتقوى: أن العفو أقرب إلى صفة التقوى من التمسك بالحق؛ لأن التمسك بالحق لا ينافي التقوى لكنه يؤذن بتصلب صاحبه وشدته، والعفو يؤذن بسماحة صاحبه ورحمته، والقلب المطبوع على السماحة والرحمة، أقرب إلى التقوى من القلب الصلب الشديد، لأن التقوى تقرب بمقدار قوة الوازع، والوازع شرعي وطبيعي، وفي القلب المفطور على الرأفة والسماحة لين يزعه عن المظالم والقساوة، فتكون التقوى أقرب إليه لكثرة أسبابها فيه. وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم. وقوله: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} تذييل ثان، معطوف على التذييل الذي قبله، لزيادة الترغيب في العفو بما فيه من التفضل الدنيوي، وفي الطباع السليمة حب الفضل. فأمروا في هاته الآية بأن يتعاهدوا الفضل، ولا ينسوه؛ لأن نسيانه يباعد بينهم وبينه، فيضمحل منهم، ويوشك أن يحتاج إلى عفو غيره عنه في واقعة أخرى، ففي تعاهده عون كبير على الإلف والتحابب، وذلك سبيل واضحة إلى الاتحاد والمؤاخاة والانتفاع بهذا الوصف عند حلول التجربة. والنسيان هنا مستعار للإعمال وقلة الاعتناء، كما في قوله تعالى: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} [السجدة:14] وهو كثير في القرآن، وفي كلمة {بَيْنَكُمْ} إشارة إلى هذا العفو، إذا لم ينس تعامل الناس به بعضهم مع بعض، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} تعليل للترغيب في عدم إهمال الفضل وتعريض بأن في العفو مرضاة الله تعالى، فهو يرى ذلك منا فيجازى عليه، ونظيره قوله: {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور:48].

ولا تنسوا الفضل بينكم – تجمع دعاة الشام

وقد مضت الأمّة التي زكّاها بالخيريّة بقوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ﴾، ونحن ننتظر امتدادها في أمر قادم بوعد الله: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ﴾. ففي وصف الأمّة الأولى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، فزكّى فيها ثلاث مناقب: الأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر، والإيمان بالله. ولا تنسوا الفضل بينكم سورة البقرة. ثم ترك باب الخيريّة مفتوحا على المستقبل بالشّروط نفسها: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْر﴾، فجعل شروط الكينونة المتجدّدة دعوة إلى الخير، والخير العام هو الإسلام. ثم أمرا بالمعروف ونهيًا عن المنكر. فإذا تكاتفت جهود الدّعاة والعلماء ذُللت الصّعاب وفُقه الواقع وفُتحت العقول على فهم جديد لحركة الوحي في النّفوس والمجتمعات والدّول والتّاريخ، وحصل المرغوب، وتأسّست حركة صحوة واعيّة بمشكلات الحاضر ومدركة لتحدّيات المستقبل، واتّسعت فروض الكفاية لتغطّي مساحات الفراغ في حياتنا الاجتماعيّة والسّياسيّة والثّقافيّة والاقتصادية التّنمويّة وافنيّة.. ورابطت الأمّة كلّها على ثغورها المفتوحة لحراسة الدّين وسيّاسة الحياة به. إذا حصل هذا أعيد -بإذن الله تعالى- التّأسيسُ الذي تتحقّق به خيريّة هذه الأمة ويصلح حالها بما صلح به حال أوّلها.

اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لهم ناصراً ومعِينا وحافظاً ومؤيِّدا، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله، دقَّه وجِلَّه، أوَّله وآخره، علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. ولا تنسوا الفضل بينكم – تجمع دعاة الشام. ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [البقرة: 23]. ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].