وفي رواية أنه قال لأهل المدينة: " أين علماؤكم ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن مثل هذه " ويقول: " إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم ". رواه البخاري. وهذا الحديث نبهنا على أمرين: الأول:أن اليهود هم مصدر هذه الرذيلة وأساسها من قبل، كما كانوا مروجيها من بعد. فتش عن اليهود وراء كل فساد. الثاني:أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى هذا العمل " زورًا " ليشير إلى حكمة تحريمه فهو ضرب من الغش والتزييف والتمويه، والإسلام يكره الغش، ويبرأ من الغاش في كل معاملة مادية أو معنوية. " من غش فليس منا " مع ما ذكرنا من الحكم الأخرى. إن لبس هذه الباروكة حرام، ولو كان في البيت، لأن الواصلة ملعونة أبدًا، فإذا كان في الخارج وليس على رأسها غطاء فهو أشد حرمة لما فيه من المخالفة الصريحة لقوله تعالى: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) ولا يزعم أحد أن " الباروكة " خمار. المركز الرسمي للإفتاء: «الباروكة» الصناعية للنساء مباحة ووصل الشعر حرام. وإذا كان هذا حرامًا على المرأة فهو على الرجل أشد حرمة من باب أولى. أقوال أهل العلم في هل الباروكة تقوم مقام الخمار ومدى جواز استعمالها ويقول فضيلة الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ في كتابه أحسن الكلام في الفتوى والأحكام: الشعر المُستعار " الباروكة " ورد فيه أن امرأة قالت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن لي ابنة عُرَيِّسًا ـ تصغير عروس ـ أصابتها حصبة فتمزَّق شعرُها، أفأصِلُه ؟ فقال " لعنَ الله الواصلة والمُستوصِلة " رواه ومسلم.
هل الباروكة حرام دار الافتاء؟
أما عن الباروكة وهل تقوم مقام الخمار فرَّق الفقهاء بين المرأة ذات الزوج و غيرها، وبين الباروكة المصنوعة من شعر طبيعي أو تلك المصنوعة من الشعر الصناعي، فأجاز العلماء لبس الباروكة من الشعر الصناعي تجملا للزوج ، أما غير المتزوجة فلا يجوز لها لأن هذا الصنيع مظنة الفتنة أو التدليس على الخطاب ، أما الباروكة المصنوعة من الشعر الطبيعي فممنوعة على الجميع لحرمة الانتفاع بشعر الآدمي لكرامته. أما أن تخرج المرأة على غير المحارم بهذه الباروكة على أساس أنها خمار للرأس فلا نرى أن أحدا من العقلاء يجيز هذا، فقد تكون هذا الباروكة أجمل من شعر المرأة الطبيعي فأين الستر هنا ؟؟ يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: جاء الإسلام يحارب نزعة التقشف المتزمتة التي عرفت بها بعض الأديان والنحل، ودعا إلى التزين والتجمل في توازن واعتدال، منكرا على الذين يحرمون زينة الله التي أخرج لعباده. لهذا جعل أخذ الزينة من مقدمات الصلاة: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) سورة الأعراف:31. وإذا كان الإسلام شرع التجمل للرجال والنساء جميعًا فإنه قد راعى فطرة المرأة وأنوثتها فأباح لها من الزينة ما حرم على الرجل من لبس الحرير والتحلي بالذهب.