masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ولتنظر نفس ماقدمت لغد

Saturday, 06-Jul-24 02:16:45 UTC

ولتنظر نفس ماقدمت لغد تحميل ملف mp3 تحميل ملف word أضف المادة لقائمة المدارسة 4 تاريخ النشر: ٠٩ / ربيع الآخر / ١٤٣٩ التحميل: 1906 مرات الإستماع: 917

ولتنظر نفس ماقدمت لغد - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت

وفرار هذا الصنف من الموت هو بسبب أنهم أهملوا دار الغد، وعملوا سوء في دار اليوم ﴿ فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ [الجمعة:6-7] فلم ولن يتمنوا الموت بسبب أنه لا مستقبل لهم بعد الموت، بل مستقبل سيئ مظلم بسبب ما عملوا. ولتنظر نفس ماقدمت لغد - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. والرب جل جلاله يذكرنا بأن هذا الصنف هم أظلم الناس ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ﴾ [الكهف:57]. وتحذيرات الله تعالى لعباده من نسيان هذه الحقيقة كثيرة في القرآن، وأكثر منها تنبيهه سبحانه عباده بأنهم سيجزون بأعمالهم ليعملوا صالحا، وإنذارهم بذلك ليكون حاضرا في أفهامهم ﴿ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ المَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ﴾ [النَّبأ:40] ﴿ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ ﴾ [البقرة:281] ﴿ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ ﴾ [آل عمران:25] ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ ﴾ [النحل:111] ﴿ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ ﴾ [الزُّمر:70]. وحينها يجني العامل ثمرة عمله، ويجد جزاء سعيه وكسبه، ويعلم ما قدم من خير وشر ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ﴾ [التَّكوير:14] ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾ [الانفطار:5].

يقول الله -تبارك وتعالى-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) [الحشر:18-19]. فالآية الأولى أصل في محاسبة النفس، وملاحظة الغد، وبناء الآخرة بالعمل في الدنيا، وذم من اشتغل لحاضره وأهمل مستقبله. وجاءت ( نَفْسٌ) منكرة لتشمل كلَّ نفس بشرية مؤمنة وكافرة، وطائعة وعاصية، وبرة وفاجرة، وهو أمر في غاية العدل من الله تعالى أن يأمر كل نفس بشرية بالنظر والتفكر فيما قدمت لغد؛ لأن المستقبل مرتهن بالحاضر، وعمل اليوم مؤثر في نتيجة الغد. وهذا يكون في الدنيا ويكون في الآخرة: أما في الدنيا ففي حال الأمن والرخاء والراحة، واكتمال النعمة يُؤثِّر عملُ الناس شكرًا لله تعالى أو كفرًا لنعمه في مستقبلهم الدنيوي؛ فبالشكر تزيد النعم وتثبت، وبالكفر تزول وتنقلب، على وفق السنة الربانية في البشر: ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:7]. فالعمل السيئ للعبد يؤثر في المستقبل الدنيوي ولو بدا للناس غير ذلك؛ فتنزع البركة من الوقت والرزق والولد، فلا يكاد ينتفع صاحبه بشيء منه إلا عاد وبالاً عليه: ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) [الشُّورى:30].