masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

صباح الجو الحلو

Wednesday, 10-Jul-24 21:27:03 UTC

كتبت زيزي إسطفان في "نداء الوطن": في تموز 2013، في ذاك الزمن الحلو، شهدت مدينة جونية حرباً بين أرباب «الحلو»، بين حلويات الدويهي وقصر الحلو، اشتدّت المنافسة حينها ووصلت حد المعارك الإعلانية بسلاح حملات ذكية كان شعب لبنان أول المهللين لها. حينها تبختر «الحلو» ومحبوه وتشاوفت البقلاوة وتغاوت القشطة وحتى الـ»إيكلير» دخلت المنافسة بقلبها الطيب وقامتها الرشيقة. زمن انقضى وتكاد تنقضي معه حلويات أيام العز، صواني البقلاوة والكنافة وقوالب الـ»تارت» والـ»غاتو» وصدور النمّورة والصفوف قعدت على الرفّ. واقع قطاع الحلو مرّ… حين اتصلنا بأحد محلات الحلويات المعروفة لنسأل عن واقع قطاع الباتيسري ومحلات الحلو في لبنان كان الجواب «أنتم تفتحون الجراح، اتركونا نبكي بصمت». صباح الجو الحلو الحلقه 1. هكذا صار واقع الحال، قطاع يبكي ويئنّ وناس على مواقع التواصل يغرزون السكين في الجرح أكثر. «كيلو البقلاوة بمليون وخمس مئة ألف ليرة» صورة دارت على كل المواقع وحصدت ما لا يحصى من تعليقات ساخرة ومتشفية لم يدرك أصحابها أن الحسابات الدقيقة للكلفة يجب أن ترفع السعر أكثر من ذلك بكثير. أزمة طحين وزيت وسكر مستجدة تضاف إلى أزمة المازوت والبنزين والغاز وسعر الصرف لتشكل ضربة شبه قاضية لقطاع يعتبر من الكماليات وهو «التحلاية» وليس الوجبة الأساسية على مائدة الوطن والمواطن.

  1. صباح الجو الحلو الحلقة

صباح الجو الحلو الحلقة

هؤلاء يبيعون «الجو» للناس والجلسة الحلوة والأراكيل ما يساهم في جذب الزبائن أما الباتيسري فهي تبيع منتجاً ثانوياً يمكن الاستغناء عنه أو الحدّ منه. إضافة إلى كون 85 إلى 90% من المواد الأولية لصناعة الحلويات تأتي من الخارج مثل الزبدة والحليب والكريما والقشطة والجبنة والشوكولا والطحين والسكر والسمن والزيت الذي ازداد سعره ثلاثة أضعاف مؤخراً والقلوبات من صنوبر وكاجو وفستق حلبي وغيرها التي حلقت أسعارها. في لبنان لا إنتاج كافياً للحليب ومشتقاته وكل إنتاج حيواني يأتي من أوروبا ويحتاج كما المواد السابقة إلى دفع سعره بالعملة الصعبة. PANET | فتاة : ‘ تعلقت بشاب عبر الانترنت وأحتاج لنصيحتكم ‘. حتى البيض الذي هو إنتاج لبناني وصلت أسعاره إلى سقوف خيالية بعد ارتفاع سعر الأعلاف فصارت كلفة 12 كرتونة بيض مثلاً 50 دولاراً بعد أن كانت 24. قليلة جداً هي المواد الأولية اللبنانية مثل الفاكهة وحتى هذه ازدادت أسعارها كما هو معروف. ارتفعت كلفة البضائع والتشغيل فيما الربح تضاءل حتى ولو لم يتضاءل حجم الشغل. إلى غلاء المواد الأولية تضاف عدة مشاكل تنذر بانهيار القطاع أوّلها مشكلة المازوت والكهرباء، يقول ربيز «أحتاج إلى 11000 دولار شهرياً ثمن مازوت للمولدات لأنني لا أستطيع إطفاء براداتي ولو لساعة حتى لا تفسد منتجاتنا.

أسماء كبيرة غابت عن ساحة الحلويات في لبنان أو أقفلت فروعها في المناطق أبرزها «لاسيغال» الذي أقفل أبوابه منذ أشهر وقد تكون الأسباب وراء غياب هذه الأسماء المعروفة داخلية وفي آب أعلم قصر الحلو زبائنه» بإقفال كافة فروعه حتى إشعار آخر بسبب أزمة المحروقات. وهناك عدد لا بأس به من الباتيسري على طريق الإقفال إن لم يكن قد أقفل بعد إذا استمرت الأمور على ما هي عليه اليوم. الحلويات ليست من الأساسيات السيد مكرم ربيز صاحب باتيسري Pâte à Choux واحدة من الباتيسري الكبرى في لبنان التي لا تزال بفروعها الثلاثة قادرة على الاستمرار يؤكد لـ»نداء الوطن» أن القطاع انقلب رأساً على عقب وهو يعيش اليوم معاناة. صباح الجو الحلو حلو. فالربح تراجع والعمل اليوم هو للحفاظ على الاسم والاستمرارية في انتظار ما سيكون. بدأت أحوال القطاع تسوء مع تراجع القدرة الشرائية للمواطن التي جعلته غير مستعد ولا قادر على شراء أي منتج غير أساسي. «في ما مضى يقول ربيز كان شغل الباتيسري ناراً وكان أي شخص في لبنان قادراً على شراء الحلويات و»الغاتو» والشوكولا لا بل كان هناك بذخ في الشراء: أعراس وحفلات ومآدب ومن كان يحتاج إلى قالب لعشرة أشخاص كان يشتري قالباً يكفي أربعين… كل هذا تغير اليوم في لبنان الغارق في الفقر.