فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لزياد بن السكن: "ادْنُ مِنِّي". وقد أثْبَتَتْه الجراحة، فوسده رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قَدَمه حتى مات عليها، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو له.
فقال: "من أنت؟" قال: أنا عبد العزى وكان اسمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنت عبد الله ذو البجادين، إلزمنا وكن معنا، فكان يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حجره. وقال التيمي: "فكان إذا قام يصلي من الليل جهر بالدعاء والاستغفار والتمجيد فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله أمراء هو؟ قال: دعه فإنه أحد الأواهين". من الصحابي الذي اهتز لوفاته عرش الرحمن؟. استشهد الصحابي الشاب بعد 7 سنوات من إسلامه في غزوة تبوك، فعندما خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزوة تبوك قال له ذو البجادين: يا رسول الله ادع لي بالشهادة؛ فربط النبي صلي الله عليه وآله وسلم على عضده لحى سمرة وقال: اللهم إنى أُحَرِم دمه على الكفارـ فقال له ذور البجادين: يا رسول الله ليس هذا أردت، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنك إذا خرجت غازياً فأصابتك الحمى فقتلتك فأنت شهيد أو وقصتك دابتك فأنت شهيد. وأقاموا في تبوك أياماً ثم أصيب ذو البجادين بالحمى فتوفى، فحفر له الصحابة قبرًا ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قبره ليلحده، وأنزله أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما إلى قبره، فقال لهما النبي: "قربا لي أخوكما برفق"، فتناوله النبي منهما وأسكنه فى لحده، وقال: "اللهم إني أمسيت راضٍ عنه فأرضى عنه"، حينها قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "يا ليتني كنت مكانه، وقد أسلمت قبله بخمسة عشر سنة".