masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم

Tuesday, 30-Jul-24 00:23:33 UTC

وقوله: ( من إملاق) قال ابن عباس ، وقتادة ، والسدي: هو الفقر ، أي: ولا تقتلوهم من فقركم الحاصل ، وقال في سورة " سبحان ": ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) [ الإسراء: 31] ، أي: خشية حصول فقر ، في الآجل; ولهذا قال هناك: ( نحن نرزقهم وإياكم) فبدأ برزقهم للاهتمام بهم ، أي: لا تخافوا من فقركم بسببهم ، فرزقهم على الله. وأما في هذه الآية فلما كان الفقر حاصلا قال: ( نحن نرزقكم وإياهم); لأنه الأهم هاهنا ، والله أعلم. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - الآية 151. وقوله تعالى: ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) كقوله تعالى: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) [ الأعراف: 33]. وقد تقدم تفسيرها في قوله: ( وذروا ظاهر الإثم وباطنه) [ الأنعام: 12]. وفي الصحيحين ، عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن " وقال عبد الملك بن عمير ، عن وراد ، عن مولاه المغيرة قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت مع امرأتي رجلا لضربته بالسيف غير مصفح. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أتعجبون من غيرة سعد!

  1. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - الآية 151
  2. تفسير: ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق
  3. ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ﴾

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - الآية 151

وبناء على ذلك: فَفِي الآيَتَيْنِ نَهْيٌ عَنْ قَتْلِ الأَوْلَادِ بِسَبَبِ الفَقْرِ، إِنْ كَانَ مَوْجُودَاً وَاقِعَاً، أَو كَانَ خَوْفَاً مِنْ وُقُوعِهِ في المُسْتَقْبَلِ. فَالآيَةُ في سُورَةِ الأَنْعَامِ تَحَدَّثَتْ عَنِ النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ الأَوْلَادِ بِسَبَبِ الفَقْرِ الوَاقِعِ الحَالِّ بِهِمْ، فَقَالَ تعالى: ﴿مِنْ إِمْلَاقٍ﴾. يَعْنِي: مِنْ فَقْر وَاقِعٍ، وَبَيَّنَ أَنَّهُ مُتَكَفِّلٌ بِرِزْقِ الأُصُولِ وَالفُرُوعِ. وَالآيَةُ التي في سُورَةِ الإِسْرَاءِ تَحَدَّثَتْ عَنِ النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ الأَوْلَادِ بِسَبَبِ خَوْفِ وُقُوعِ الفَقْرِ في المُسْتَقْبَلِ، فَقَالَ تعالى: ﴿خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ﴾. يَعْنِي: خَوْفَ وُقُوعِ الفَقْرِ، وَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ مُتَكَفِّلٌ بِرِزْقِ الذُّرِّيَّةِ أَوَّلَاً ثُمَّ يَرْزُقُ الأُصُولَ. ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ﴾. فَلَمَّا كَانَ الآبَاءُ يَعِيشُونَ هُمُ الإِمْلَاقَ قَدَّمَ: ﴿نَرْزُقُكُمْ﴾. وَلَمَّا كَانُوا يَخَافُونَ وُقُوعَ الإِمْلَاقِ بِهِمْ بِسَبَبِ خَوْفِهِمْ أَنْ يَأْخُذَ الأَبْنَاءُ مَا عِنْدَهُمْ قَدَّمَ: ﴿نَرْزُقُهُمْ﴾. فَمَا سَيَأْكُلُونَهُ رِزْقٌ جَدِيدٌ تَكَفَّلَ بِهِ رَبُّهُمْ، وَلَيْسَ جُزْءَاً مِنْ حِصَّتِكُمْ.

تفسير: ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق

وقرأ بعضهم: " ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " والله تعالى كثيرا ما يقرن بين طاعته وبر الوالدين ، كما قال: ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) [ لقمان: 14 ، 15]. فأمر بالإحسان إليهما ، وإن كانا مشركين بحسبهما ، وقال تعالى: ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا) الآية. تفسير: ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق. [ البقرة: 83]. والآيات في هذا كثيرة. وفي الصحيحين عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: " الصلاة على وقتها " قلت: ثم أي ؟ قال: " بر الوالدين " قلت: ثم أي ؟ قال: " الجهاد في سبيل الله " قال ابن مسعود: حدثني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني. وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه بسنده عن أبي الدرداء ، وعن عبادة بن الصامت ، كل منهما يقول: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم: " أطع والديك ، وإن أمراك أن تخرج لهما من الدنيا ، فافعل " ولكن في إسناديهما ضعف ، والله أعلم.

﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ﴾

تفسير قوله تعالى ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ﴾ بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 31]. يقول الله عز وجل: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]؛ وهذه الآية الكريمة هي إحدى آيات الشفاء التي أنـزلها الله على المؤمنين ليشفي بها قلوبهم، وينير بها عقولهم. علم سبحانه وتعالى أن سيصيب هذه الأمة أمراض فتاكة، وأوبئة مهلكة فشخص لهم الداء ووصف لهم الدواء ليستعمل المريض الدواء فيشفى. وهذه الآية الكريمة تتضمن الوصية بعدم قتل الأولاد خوف الفقر. وقد أوصى الله سبحانه تعالى الآباء بالعناية والإحسان إلى الأولاد بعد أن وصى الأولاد بالإحسان إلى الآباء في الآية السابقة بقوله تعالى: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ لتكون المحبة متبادلة من الطرفين فأمر سبحانه وتعالى الآباء بعدم قتل الأولاد في هذه الآية الكريمة، وكانت العرب تقتل أولادها خوف الفقر والفاقة وجاء عن هارون بن معاوية قال إن الرجل في الجاهلية كان يربي كلبه ويقتل ولده.

وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ (151)}. وقال سبحانه في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)}. أوجه العظمة والروعة في هاتين الآيتين كثيرة وفيرة منها: 1. في الآية الأولى قال الله سبحانه: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} وفي الآية الثانية قال سبحانه: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ}. "فقدم رزق الآباء في الآية الأولى على الأبناء: [نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ]، وفي الثانية قدم رزق الأبناء على الآباء: [نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ]؛ وذلك لأنّ الكلام في الآية الأولى موجه إلى الفقراء دون الأغنياء، فهم يقتلون أولادهم من الفقر الواقع بهم لا أنهم يخشونه، فأوجبت البلاغة تقديم عدتهم بالرزق تكميل العدة برزق الأولاد. وفي الآية الثانية الخطاب لغير الفقراء وهم الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر، لا أنهم مفتقرون في الحال، وذلك أنهم يخافون أن تسلبهم كلف الأولاد ما بأيديهم من الغنى، فوجب تقديم العدة برزق الأولاد فيأمنوا ما خافوا من الفقر.