جاء في " تفسير القرطبي " (16/394) " قال الشعبي: فظهروا في تسع سنين. وقال القشيري: المشهور في الروايات أن ظهور الروم كان في السابعة من غلبة فارس للروم " انتهى. 5. ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) وسبب فرح المؤمنين: أولاً: 6. بانتصار الروم على الفرس, لأن الروم كانوا أهل كتاب, والفرس كانوا أهل وثنية, فالروم أقرب إلى المسلمين من الفرس من هذه الناحية. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الروم - الآية 5. وهذا الفرح هو في مقابلة فرح مشركي قريش حين انتصر الفرس على الروم أولاً, لنفس السبب. ثانيا: أن انتصار الروم هو انتصار للنبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه دليل على صدق نبوته ، إذ أخبر عن شيء مستقبل ، ووقع كما أخبر به ، فقد انتصر الروم على الفرس بعد أقل من عشر سنوات. ثالثا: قيل: إن سبب فرح المؤمنين إنما كان بانتصارهم هم على مشركي قريش ، الذي وافق انتصار الروم على الفرس ، إما في يوم بدر ، وإما في يوم الحديبية ، وهو ما اختاره ابن القيم رحمه الله.
الآيــات {الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الاَْرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَْمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ* وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (1ـ6). * * * معاني المفردات {غُلِبَتِ}: الغلب والغلبة مصدر غَلَبَ، والغلبة: الاستيلاء على القرن بالقهر. {بِضْعِ}: البضع: القطعة من العدد ما بين الثلاثة إلى عشرة. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر ه. التنبؤ بغلبة الروم {الم} من الحروف المقطعة التي تقدم الحديث عنها في أوائل سورة البقرة. {غُلِبَتِ الرُّومُ} وهم القوّة التي كانت تمثل امبراطورية واسعة من المغرب إلى بلاد الشام، وكانت بينهم وبين الفرس ـ القوّة الامبراطورية الأخرى في بلاد فارس حتى بلاد العرب ـ حروب شديدة في بعض نواحي الشام قريباً من الحجاز ـ كما قيل ـ فتغلبت فارس التي كانت تدين بالمجوسية على الروم الذين كانوا يدينون بالنصرانية، {فِي أَدْنَى الاَْرْضِ} وهي القريبة إلى بلاد العرب، {وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ} وسيطرة الفرس على مواقعهم في ساحة الحرب {سَيَغْلِبُونَ} فتدور الدائرة على الفرس في الحرب الجديدة التي يشنونها عليهم {فِى بِضْعِ سِنِينَ} وهو العدد ما بين الثلاثة والعشرة، كما قيل.
السؤال: ما تفسير هذه الآيات الكريمات، منها: قوله تعالى: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ [الروم:1-3]. أرجو من فضيلة الشيخ تفسير هذه الآيات الكريمة، ومن هم الروم المذكورون فيها؟ الجواب: الروم هم: النصارى المعروفون، وكانت الحروب بينهم وبين الفرس سجالًا، تارة يدال هؤلاء على هؤلاء، وتارة هؤلاء على هؤلاء، أخبر الله أنهم غُلِبوا؛ غلبتهم الفرس: فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ [الروم:3-4]. "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله" - مومنات نت. فوقع ذلك، فغلبت الروم الفرس، وكان ذلك أول مبعث النبي ﷺ حين كان الرسول عليه الصلاة والسلام في مكة، وكان ذلك من الآيات والدلائل على صدقه ﷺ وأنه رسول الله حقًا؛ لوقوع الأمر كما أخبر الله به في كتابه العظيم. فالله جل وعلا هو العالم بالمغيبات، ويخبر نبيه بما يشاء منها كما أخبره عن الكثير مما يكون في آخر الزمان، كما أخبره فيما مضى من الزمان؛ من أخبار عاد، وثمود، وقوم نوح، وفرعون، وغيرهم، وكما أخبره أيضًا عليه الصلاة والسلام عما يكون يوم القيامة، ومن حال أهل الجنة وأهل النار، إلى غير ذلك.
ورد الله الوليد إلى أمه، وفق تدبيره وتقديره الحكيم سبحانه، وكان ردّه إليها تحقيقاً لوعده النظري لها. فقد قال لها: (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ)، ولكنها لم تعرف كيف يرده الله إليها. ومن حِكَم رده إليها أن تقرّ عينها، وأن لا تحزن، ومن حكمه أيضاً أن تعلم أن وعد الله لها حق. ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله – متابعات. أي: أن ترى تحقّقه العملي أمامها، بأن يكون ابنها معها. " فكن من الموقنين أن نصر الله قادم حتى ولو كانت الصورة قاتمة سوداء فلابد للفجر أن ينشق في ظلمات الليل.
الحمد لله. قال الله تعالى في صدر سورة الروم: ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) الروم/1-5. 1. ( غُلبت الروم) أي: هُزمت الروم من الفرس ، وكان ذلك في أوائل النبوة ، والرسول صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة ، وقعت معركة بين فارس والروم ، وكانت نتيجتها أن انتصر الفرس على الروم. قال ابن عاشور في " التحرير والتنوير " (8/42): " وإسناد الفعل إلى المجهول ، لأن الغرض هو الحديث على المغلوب لا على الغالب ، ولأنه قد عرف أن الذين غلبوا الروم هم الفرس " انتهى. 2. ( في أدنى الأرض) أي: أن الهزيمة وقعت في (أدنى) أي أقرب الأرض إلى الجزيرة العربية ، وكانت المعركة في شمال الجزيرة العربية مع أطراف الشام. " تفسير القاسمي " (8/4). 3. ( وهم) أي الروم. ( من بعد غلبهم) أي هزيمتهم. ( سيغلبون) أي: سينتصرون على الفرس. 4. ( في بضع سنين) أي: أن ذلك الانتصار سيتحقق في بضع سنوات. والبِضع: " كناية عن عدد قليل لا يتجاوز العشرة " انتهى من " التحرير والتنوير " (8/44).