الايمان بالملائكة الايمان بالملائكة ، الملائكة كائنات غيبية دل على وجودها القرآن والسنة الصحيحة، ويعتبر الإيمان بالملائكة العقيدة الثانية – بعد الإيمان بالله تعالى ومن ثم يمثل الإيمان بالملائكة أصلا من أصول العقيدة في الإسلام وقد جاء ترتيبه في القرآن والسنة بعد الإيمان بالله تعالى مباشرة: قال تعالى: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله (۲۸۵) و البقرة. وقال تعالى: ( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا (3) النساء».
6. قال الله تعالى على لسان الملائكة: ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ البقرة: 33؛ ما أعظم هذا الموقف إذ إن الملائكة الكرام لم يتجرءوا أن يقولوا ما لا يعلمون؛ فأين أولئكَ الذين يُفتونَ بغيرِ علمٍ و يفترونَ على الله ما لا يعلمون؟ 7. لعلَّك رأيت الكثير من الأعمالِ يكونُ للإيمانِ بالملائكةِ دورٌ في أدائها والمحافظةِ عليها منْ ذلك: طَلبُ العلمِ يقولُ النبيُ ﷺ: " إن الملائكة لتضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ رضًا لما يطلبُ ". التبكير يوم الجمعة إلى المسجد يقول النبي ﷺ: " إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس على منازلهم الأوَّل فالأول فإذا خرجَ الإمامُ طويتْ الصُحُف واستمعُوا الخطب ".. الإيمان بالملائكة - المعرفة. إلخ، فالإيمان بالملائكة يبعث على العمل الصالح. حضور مجالس الذكر يقول النبي ﷺ: " وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ يتلونَ كتاب الله و يتدارسونهُ بينهمْ إلا نزلت عليهمُ السكينةُ وغشيتْهمُ الرحمةُ و حفثْهم الملائكةُ وذكرهمُ اللهُ فيمنْ عندَه ". المصدر: كتاب عقيدتي للمؤلف: سلطان بن سعيد بن سليم الهنائي. ص56-58.
إغاثة اللهفان (٢/ ١٥٣ - ١٦١) باختصار.
الإيمان بالغيب مقوم عظيم من مقومات الشخصية المؤمنة, وركن من أركان الإيمان, قال سبحانه: " الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ". ومن الإيمان بالغيب الإيمان بالملائكة, جند لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون, عباد صالحون, جبلوا على الطاعة, وخلقوا من نور, أعمالهم خير محض, وإعانة على الهدى والإصلاح. وكثيرا ما يغفل المربون عن أثر الإيمان بالغيب على الأبناء, على الرغم من أن الإيمان بالغيب هو الدافع الأكبر للسلوك القويم, فالإيمان باليوم الآخر يدفع المرء إلى الصالحات ويهربه من الموبقات, والإيمان بما أعد الله عز وجل للمؤمنين يدفع المرء إلى الثبات على الخير والمسارعة إلى أعمال البر, و الإيمان بالنار وعذابها يدفع المؤمن إلى الهروب منها ومما يقرب إليها. والإيمان بالملائكة خصوصا له خاصية متفردة في بناء شخصية الطفل, فهو يحبب الأطفال في الطاعة إذ يعلمهم أن لله عبادا أنقياء أتقياء مخلصين, يحيون حياتهم كلها بعيدا عن الذنب, فيتشبه الأطفال بهم, ويسعون إلى تقليدهم, والتعلم من سلوكهم, فينشأ الطفل محبا للطاعة مبغضا للمعصية, صابرا عليها, مقيما عليها, لا صبوة له إلى منكر, ولا اشتياق له إلى انحراف, ولا صبر عنده على ذنب.