masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

صله الصله ابن الزبير - مكتبة نور

Thursday, 11-Jul-24 09:39:57 UTC

وكان كلما دخل بستانه هذا ردد قوله جل وعز: ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ﴾ [الكهف: 39]. وكان يُعد الصدقة هدية تُهدى لله عز وجل، فيقول لأبنائه: لا يهدين أحدكم إلى ربه ما يستحي أن يهديه إلى عزيز قومه... فإن الله تعالى أعز الأعزاء، وأكرم الكرماء، وأحق من يختار له. صبر عروة بن الزبير بن العوام كان من الصابرين في البأساء والضراء، ولقد اجتمعت عليه مصائب كثيرة، فما زادته إلا شكرًا لله، وصبرًا على ما ابتلاه الله به، يقول سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة: خرج عروة بن الزبير إلى الوليد بن عبد الملك فخرجت برجله آكلة فقطعها، وسقط ابن له عن ظهر بيت فوقع تحت أرجل الدواب فقطَّعته فأتاه رجل يعزيه فقال: بأي شيء تعزيني؟ ولم يدر بابنه فقال له رجل: ابنك يحيى قطَّعته الدواب قال: وأيم الله لئن كنت أخذت لقد أعطيت ولئن كنت ابتليت لقد عافيت وقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا. وروي أنه قال: اللهم كانوا سبعة فأخذت واحدا وأبقيت ستة، وكن أربعًا (يقصد أطرافه الأربع) فأخذت واحدة وأبقيت ثلاثًا، وأيمنك لئن كنت أخذت لقد أبقيت ولئن كنت ابتليت لقد أعفيت. نصح عروة بن الزبير بن العوام لأولاده ولحرصه على العلم، ومعرفته بما في العلم من فوائد جمة، وما في الجهل من عيوب ومساوي، فكان يوصي أبنائه ويحضهم على طلب العلم قائلاً لهم: يا بني تعلموا العلم، وابذلوا له حقه... فإنكم إن تكونوا صغار قوم؛ فعسى أن يجعلكم الله بالعلم كبراءهم.

وأن أنال الخلافة بعد معاوية بن أبي سفيان، مَنْ بقيَ؟ عروَة بن الزّبير، وسكت عروة بن الزبير، فلم يقل شيئًا، فالْتفتوا إليه، وقالوا: وأنت ماذا تتمنّى يا عروة؟ قال: بارك الله لكم فيما تمنَّيْتم من أمر دنياكم، أما أنا فأتمنَّى أن أكون عالمًا عاملاً يأخذوا الناس عنِّي كتاب ربّهم وسنَّة نبيِّهم وأحكام دينهم، وأن أفوز في الآخرة بِرِضا الله عز وجل، وأن أحظى بِجَنّته. ويذكر عنه أنه أول من كتب السيرة، إذ جمعها في كتاب أسماه ( مغازي الرسول.. ). ولما سُئل عراك بن مالك عن أفقه أهل المدينة قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقها وأعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب وأما أغزرهم حديثًا فعروة بن الزبير. سخاء عروة بن الزبير بن العوام ويُعرف عن عروة بن الزبير أنه من أسخياء الناس؛ بل كان أسخاهم يدًا، سمحًا فيما يعطيه للناس، ومما أثر عن جوده أنه كان له بستان من أعظم بساتين المدينة، عذب المياه، ظليل الأشجار، باسق النخيل... وكان يسور بستانه طوال العام؛ لحماية أشجاره من أذى الماشية وعبث الصبية، حتى إذا آن أوان الرطب وأينعت الثمار وطابت، واشتهتها النفوس... كسر حائط بستانه في أكثر من جهة ليجيز للناس دخوله... فكانوا يدخلونه، ويأكلون من ثمره ما لذ لهم الأكل، ويحملون منه ما طاب لهم الحمل.

ثامنا: إختلاف الروايات فى يوم مقتله وفى عمره: ( قتل يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى أو الآخرة سنة إحدى وسبعين وهو ابن خمس وأربعين) ( وقيل‏:‏ خمس وثلاثين‏. ‏) ( قتل يوم الخميس للنصف من جمادي الاولى سنة اثنتين وسبعين) وقيل ( قتل مصعب يوم نصف جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وله أربعون سنة). ( وكان عمر مصعب حين قتل ستاً وثلاثين سنة. ) تاسعا: رأس مصعب: ( ولما قتل مصعب بعث عبد الملك رأسه إلى الكوفة، أو حمله معه إليها، ثم بعث به إلى أخيه عبد العزيز بن مروان بمصر، فلما رآه وقد قطع السيف أنفه قال: رحمك الله! أما والله لقد كنت من أحسنهم خلقاً وأشدهم بأساً وأسخاهم نفساً. ثم سيره إلى الشام فنصب بدمشق، وأرادوا أن يطوفوا به في نواحي الشام، فأخذته عاتكة بنت يزيد بن معاوية زوجة عبد الملك بن مروان، وهي أم يزيد بن عبد الملك، فغسلته ودفنته وقالت: أما رضييتم بما صنعتم حتى تطرفوا به في المدن؟ هذا بغي.! )

روى محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عمرو بن دينار قال: لحق مصعب بن عبد الرحمن بن عوف بعبد الله بن الزبير فلم يزل معه فلما قدم عمرو بن الزبير مكة يريد قتال عبد الله بن الزبير وجه عبد الله بن الزبير مصعب بن عبد الرحمن إليه في جمع فتفرق أصحابه عنه وأسر أسرا وذاك أنّه هرب فدخل دار ابن علقمة فغلقها عليه فأحاط به مصعب بن عبد الرحمن. وروى شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال: كنا نعرف قتلى مصعب بن عبد الرحمن من قتلى غيره بشحوه ، ولقد رأيت هذا الموطن الذي قام فيه ابن مسعدة الفزاري وهو يقاتل يومئذ فلما انصرفوا عددت القتلى من أهل الشام فوجدت أربعة عشر قتيلا قتل منهم مصعب بن عبد الرحمن سبعة نفر نعرفهم بالشحو وشحوه وثبه. وروى مسلمة بن عبد الله بن عروة عن أبيه قال: لقد قتل ابن الزبير وأصحابه من أصحاب الحصين بن نمير عددا كثيرا ولكن ساعة يقتل منهم إنسان يوارى فلا يرى لهم قتيل ثمّ يقول: لقد برز مصعب بن عبد الرحمن يوما كانت الدولة فيه لابن الزبير فقتل بيده خمسة ثم رجع وإن سيفه لمنحن ثم قال أبي: ما كانت من مصعب إلّا ضربة واحدة ففيها اليتم. ولما ولي مروان بن الحكم في خلافة معاوية في المرة الثانية استعمل مصعب بن عبد الرحمن بن عوف على شرطه وولّاه قضاءه بالمدينة وكان شديدا على المريب وكان ولاة المدينة هم الذين يختارون القضاة ويولونهم.