masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

فقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين

Thursday, 11-Jul-24 00:31:50 UTC

وفي الآية ونظائرها وجه آخر، وهو أن الخطاب، وإن كان ظاهره إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن المراد به غيره. قال الإمام النووي رحمه الله في بيان وجوه الخطاب في القرآن الكريم: " وربما كان الخطاب له مواجهة، والمراد غيره، كقوله تعالى: ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) ؛ ولا يجوز أن يكون صلى الله عليه وسلم قد شك قط في شيء مما أنزل إليه " انتهى، "شرح مسلم" (1/204-205). إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة آل عمران - تفسير قوله تعالى الحق من ربك فلا تكن من الممترين- الجزء رقم3. وأصله من كلام الخطابي في "معالم السنن "(2/7-8). وقد أشار الإمام محمد بن جرير الطبري، رحمه الله، إلى هذين الوجهين في تأويل الآية ونظائرها، قال: " فإن قال: فما وجه مخرج هذا الكلام إذن إن كان الأمر على ما وصفت؟ قيل: قد بينا في غير موضع من كتابنا هذا استجازة العرب قول القائل منهم لمملوكه: إن كنت مملوكي، فانته إلى أمري؛ والعبد المأمور بذلك، لا يشك سيده القائل له ذلك أنه عبده. كذلك قول الرجل منهم لابنه: إن كنت ابني، فبَرَّني؛ وهو لا يشك في ابنه أنه ابنه. وأن ذلك من كلامهم صحيح مستفيض فيهم، وذكرنا ذلك بشواهد، وأن منه قول الله تعالى: وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله [المائدة: 116] ؛ وقد علم جل ثناؤه أن عيسى لم يقل ذلك.

إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة آل عمران - تفسير قوله تعالى الحق من ربك فلا تكن من الممترين- الجزء رقم3

الطبرى: القول في تأويل قوله: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: الذي أنبأتك به من خبر عيسى، وأنَّ مثله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له ربه كُنْ = هو الحق من ربك، يقول: هو الخبر الذي هو من عند ربك =" فلا تكن من الممترين "، يعني: فلا تكن من الشاكين في أنّ ذلك كذلك، (29) كما:- 7167 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: " الحق من ربك فلا تكن من الممترين "، يعني: فلا تكن في شكّ من عيسى أنه كمثل آدم، عبدُ الله ورسوله، وكلمةُ الله ورُوحه. 7168 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: " الحق من ربك فلا تكن من الممترين "، يقول: فلا تكن في شكّ مما قصصنا عليك أنّ عيسى عبدُ الله ورسوله، وكلمةٌ منه ورُوحٌ، وأنّ مثله عند الله كمثل آدم خلقه من تُراب ثم قال له كن فيكون. 7169 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: " الحق من ربك "، ما جاءك من الخبر عن عيسى =" فلا تكن من الممترين "، أي: قد جاءك الحق من ربك فلا تمتَرِ فيه. (30) 7170 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " فلا تكن من الممترين "، قال: والممترون الشاكون.

وهذا من ذلك ؛ لم يكن صلى الله عليه وسلم شاكًّا في حقيقة خبر الله وصحته ، والله تعالى كان عالمًا بذلك ؛ ولكنه جل ثناؤه خاطبه خطاب قومه ، بعضهم بعضًا ، إذْ كان القرآن بلسانهم نزل " انتهى من " تفسير الطبري " (15/201-203).