masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأحزاب - الآية 58

Wednesday, 03-Jul-24 13:21:41 UTC

ملعونين أينما ثُقِفوا أُخذوا وقُتِّلوا تقتيلاً. التفريغ النصي - تفسير سورة الأحزاب _ (17) - للشيخ أبوبكر الجزائري. سنَّة الله في الذين خَلَوا من قبل ولن تجد لسُنَّة الله تبديلاً " ، ونجد الله تعالى يفرق بين أذية سائر المؤمنين وأذية رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" ومن كرامته – صلى الله عليه وسلم - المتعلقة بالقول أنه فرَّق بين أذاه وأذى المؤمنين فقال تعالى:" إن الذين يؤذون الله ورسولَه لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً "" ، وتأمل كيف أن الله تعالى قرن أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذى الله تعالى، كما قرن طاعته بطاعته، قال ابن تيمية رحمه الله:" وفي هذا وغيره بيانٌ لتلازم الحقين، وأن جهة حرمه الله ورسوله جهةٌ واحدةٌ، فمن آذى الرسول فقد آذى الله، ومن أطاعه فقد أطاع الله، لأن الأمة لا يَصِلُون ما بينهم وبين ربهم إلا بواسطة الرسول، ليس لأحدٍ منهم طريق غيره ولا سبب سواه، وقد أقامه الله مقام نفسه في أمره ونهيه وإخباره وبيانه، فلا يجوز أن يُفرق بين الله ورسوله في شئ من هذه الأمور ". وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:" والظاهر أن الآية عامة في كل من آذاه بشيء، ومن آذاه فقد آذى الله، كما أن من أطاعه فقد أطاع الله " ثم ذكر حديث عبد الله بن المغفل المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه " ،.

  1. إن الذين يؤذون المؤمنين إذ

إن الذين يؤذون المؤمنين إذ

فقلت: والله ما أردت إلا الخير, قال: أعلم أنك لو شتمتني لم ترد إلا خيرا!. وكذلك ما روي عن الإمام ميمون بن مهران حينما قال له أحد الطفيليين: إن فلانا يستبطئ نفسه في زيارتك, قال: إذا ثبتت المودة في القلوب فلا بأس وإن طال المكث!

وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة:61] يقول تعالى: ومن المنافقين قومٌ يُؤذون رسول الله ﷺ بالكلام فيه. وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ أي: مَن قال له شيئًا صدَّقه فينا، ومَن حدَّثه صدَّقه، فإذا جئناه وحلفنا له صدَّقنا. رُوي معناه عن ابن عباس ومجاهد وقتادة. قال الله تعالى: قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ أي: هو أذن خير؛ يعرف الصادق من الكاذب. يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ أي: ويُصدق المؤمنين. وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ أي: وهو حجّة على الكافرين؛ ولهذا قال: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. الشيخ: وهذا من فضائح المنافقين، فالمنافقون لهم فضائح، ولهم أعمال شنيعة، ومنها هذا الذي ذكره الله جلَّ وعلا. الذين يؤذون المؤمنين بغير ما اكتسبوا. ومنهم الذين يقولون: هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ، يعني يرمونه ﷺ بأنه لا يعتني بما يسمع، يسمع من كلِّ مَن هبَّ ودبَّ، ما يُبالي، يسمع من الصادقين والكاذبين، فقال الله رادًّا عليهم: قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يسمع ما يُقال، ويُميز بين الحقِّ والباطل، يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ فليس كأحدكم أو كغيركم ممن لا يُبالي، بل هو أذن خيرٍ يسمع القيلَ والقالَ، ويردّ على المبطلين، ويصدق الصادقين، ويثني على الأخيار، ويذم الأشرار، ويُبين الحقَّ لعباد الله، ولولا سماعه لهذا وهذا لما تمكَّن من إخبارهم بما يجب عليهم.