masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

دع الخلق للخالق - صحيفة الوطن

Wednesday, 10-Jul-24 20:32:05 UTC

3 نوفمبر 2020 23:35 مساء قراءة دقيقتين شيماء المرزوقي نسمع عن صفات مثل الأنانية والغرور والغطرسة والتكبر على الآخرين، والبعض منا قد يكون شاهدها ماثلة أمامه في تصرفات البعض؛ جميعنا نصف مثل هذه الممارسات بالسوء وبأنها جوانب مظلمة في الشخصية، لكن السؤال: هل يمكن للشخص الأناني أن يتمتع بصفات أخرى حسنة. قد تجده لا يكذب ومخلصاً في أداء عمله لا يختلس ولا يسرق؛ المتكبر قد تجده مع هذه الصفة المذمومة لديه صفات أخرى حسنة، مثل أعمال خير مخفية أكثر من تلك التي تظهر للناس، الحال نفسه في شخص عرف عنه عصبيته وسرعة انفعاله، لكن في عمقه إنسان هادئ يحب مساعدة الآخرين ويقدم خدمات للناس حتى دون معرفتهم. الإنسان كائن مفكر لديه روح وقلب وجسد، لا يمكن اختزال هذا الكيان المذهل في صفة متدنية هنا أو هناك، لا يمكن حصر هذا الإنسان في أنه سيئ بسبب كذا أو أنه جيد ورائع بسبب ذاك، يجب أن يكون تعاملنا مع بعضنا البعض أبعد من إطلاق صفات محددة سواء أكانت إيجابية أو سلبية، يجب أن تكون نظرتنا لبعضنا البعض أوسع من القوالب الجاهزة التي نستدعيها ونلبسها لهذا الشخص أو ذاك. اترك الخلق للخالق | شيماء المرزوقي | صحيفة الخليج. إذا حكمنا على شخص ما بأنه سيئ أو بأنه يعاني صفة مذمومة، فقد تكون صفة محدودة هذا إن صحت وكنا على صواب، فلا نعلق تعاملنا وطبيعة تعاطينا معه وفق هذه الرؤية المسبقة، لنكن أكثر مهنية، إذا صحت الكلمة، في التعامل بأن يكون محصوراً بما نتلقاه من نتائج فعلية واضحة من خلال طريقة تعامله معنا، ولا ندخل في تحديد صفات أو نلقي تهماً أو نوجه تهماً، قد تؤثر في علمنا أو ما يربطنا به من علاقة عمل أو علاقة اجتماعية.

  1. اترك الخلق للخالق | شيماء المرزوقي | صحيفة الخليج

اترك الخلق للخالق | شيماء المرزوقي | صحيفة الخليج

ماذا فعلوا وماذا قالوا. مع إضافة بهارات التحليلات والتأويلات المصاحبة للكلام، ما يؤدي إلى المغالطات ونشر سوء الفهم والإشاعات. وهو أمر سلبي جداً وله أضرار عديدة على المجتمع والناس، نفسية واجتماعية وأسرية وفردية. الأمر المؤسف حقاً هو أن الكلام أحياناً يتطور للتطرق إلى أمور خاصة وحساسة، كالأسرار بين الأزواج، أو أمور الحمل أو الشرف والعلاقات والغرام أو السهر والسفر، وأمور حساسة لا يجوز الكلام فيها أو التنبؤ والظن بشأنها. ببساطة لأنها تجلب المزيد من الكلام والمشاكل المصاحبة للتأويلات، وأحياناً تؤدي إلى الخلافات الحادة بين الأهل والأزواج. لكن ما السبيل لترك هذه العادة السيئة او الحد منها والتحكم فيها على الأقل. ببساطة، التدرب على اقتصار الحديث عن المجتمعين الحاضرين أنفسهم، من دون جلب الغائبين في الحديث وإن حدث سهواً، التنبه لذلك وتغييرالحديث. ونصح الآخرين لفعل المثل. وحينها يكون «ترك الخلق للخالق» حقيقة لا ادعاء.

في عالم تدنت فيه الأخلاقيات إلى أسفل درك، تجد كثيراً من الناس حولك تبني علاقاتها وفق شروط وغايات، أولها المصلحة وآخرها المصلحة أيضاً، بغض النظر أياً كان شكلها أو مستواها، وهذا ما يقود الناس أحيانا لمعايشة حالات من الصدمة والذهول، وخاصة من دخل أطواراً عميقة في علاقات ظنها ذات تكافؤ في مستوى النزاهة والصدق والإخلاص. نعم، كثير من البشر يُصدمون بسبب تكشف «هشاشة» العلاقات بمن حولهم، بعضهم يظنها صادقة إلى درجة لا تُكسر، فينتهي به المطاف إلى عيش معاناة ذهنية تجعله يفكر بشأن حقيقة كثير من البشر، ولماذا هكذا سلوكات تصدر عن أشخاص بنينا علاقتنا معهم على أساس الثقة والمحبة وتمني الخير لهم. هذا حال الدنيا؛ ففيها السائر بنوايا صادقة دون استيعاب أن وسط الحدائق مستنقعات، وتحت الزهور وحل وطين، وأن النفس إمارة بالسوء، وأن العرب حين قالت إن «الخل الوفي» من المستحيلات، فإن الصدمة كبيرة والوجع أكبر، فما أشد إيلاماً من الصدمة في شخص ظننته يوماً أقرب من أخ. عموماً هذه الأمور كلها تؤثر على حياة الإنسان، وتحرف مساراته إلى اتجاهات مزعجة ذهنياً ونفسياً، وتحصره في زاوية من الضيق، في حين أن لهذه الحالات علاجات سهلة وبسيطة تجعل الإنسان يمضي في الحياة سعيداً دون أن يرهق ذهنه وباله أو يسمح بالماضي أن يمسك بتلابيبه.