مواطنون يتساءلون هل تبادر الاتصالات وتقدم انترنت مجاني خلال فترة الحجر الصحي لمواجهة كورونا سناك سوري – دمشق لاقت مبادرة "السينما في بيتك" التي أطلقتها المؤسسة العامة للسينما وتتيح من خلالها مشاهدة عدد من أحدث إنتاجاتها السينمائية بشكل مجاني عبر موقع ومنصة "فيميو" vimeo، ترحيباً من الجمهور السوري وعشاق السينما حيث وجدوا فيها فرصة لتسهيل قضاء وقت الفراغ الطويل الذي فرضه حظر التجول على السوريين تجنباً للإصابة بفيروس كورونا. السينما في بيتك. عروض المؤسسة بدأت بفيلم "درب السما" للمخرج "جود سعيد" وفيلم "أمينة" إخراج "أيمن زيدان" على أن تتابع عرض أفلام أخرى جديدة وإتاحتها للمشاهدين في كل أسبوع وهي فرصة أيضاً لنشر الثقافة السينمائية خاصة أن الأفلام السورية وماتنتجه المؤسسة لايظهر بعد العرض السينمائي إلا في حالتين العرض التلفزيوني أو التسريب. اقرأ أيضاً: المؤسسة العامة للسينما لم تفِ بوعدها.. الـ3 أشهر أصبحت عاماً! فيلمي "درب السما" و"أمينة" كان هذا العرض الأول لهما من خلال شبكة الإنترنت عقب عرضهما في صالات السينما وبدأ الكثيرون بإقتراح أسماء عدة لأفلام من إنتاج المؤسسة، منها من إخراج "عبد اللطيف عبد الحميد" و"باسل الخطيب" مثل "دمشق – حلب" و "عزف منفرد" وغيرها متأملين أن يتم إدراجها ضمن خطة العرض في الأسابيع القادمة.
سينما في بيتك - YouTube
وربما تكون هذه المبادرة هي إحدى حسنات عزوف السينما التجارية عن المجتمعات التي لا تستطيع مواكبة التطور في دور العرض، وغير القادرة ماديا على المواظبة على دفع تذاكر للأفلام العالمية ذات الإنتاج الضخم. عرفت عديد من الدول العربية نموذج السينما الشعبية المتحررة من هيمنة السينما التجارية الربحية، لكنها بقيت في الإطار النخبوي. السينما للجميع السينما في بيتك. فعلى سبيل المثال هناك في القاهرة عروض سينمائية مجانية منتظمة تقيمها جمعية نقاد السينما المصريين، بالإضافة لعروض أخرى يقيمها نادي سينما الجيزويت التابع لجمعية جيزويت القاهرة، وهي تصدر بالمناسبة مطبوعة دورية هامة هي "مجلة الفيلم"، تعنى بتجارب السينما غير الأميركية في العالم. وفي تونس العاصمة، هناك عروض أفلام تقام في دار الثقافة ابن رشيق. لكن تبقى هذه المبادرات محصورة داخل العواصم والمدن الكبرى، وتنتشر بين فئات محددة من المثقفين. ومؤخرا، قامت بعض المبادرات العربية للوصول بفكرة السينما الشعبية نحو الجمهور الأوسع خارج هذه الشرائح الجغرافية والنخبوية، مثل فكرة "قافلة السينما الأردنية"، وهي مشروع بدأ منذ 10 سنوات عام 2012، ويستهدف الوصول بالأفلام السينمائية إلى الأحياء الشعبية عبر قوافل تنطلق للمحافظات الأردنية المختلفة عبر وسائط مختلفة، منها الحافلة السينمائية المتنقلة التي تضمّ شاشة عرض لتمكين الجمهور المحلي من المشاهدة من دون الاضطرار للذهاب إلى مكان محدد.
وفكرة القافلة تابعة للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، والتي لا تعد هيئة شعبية أو أهلية بالمعنى الدقيق، لكن المبادرة تهدف لنشر الثقافة السينمائية بعيدا عن الجانب الربحي التجاري، وهو ما يجعلها تندرج تحت هذا البند من المبادرات. تنبع أهمية فكرة السينما الشعبية من أنها تفتح عيون المشاهد العربي على أنماط فنية وقصصية مختلفة عما هو سائد من الأفلام التجارية العالمية، كما أنها تتيح للجمهور غير القادر ماديا خوض تجربة مشاهدة السينما وسط تجمع من البشر من أجل تعزيز الحوار والاندماج الاجتماعي. وهي تضيف رافدا ثقافيا يتميز بالاستمرار وليس الموسمية، يشمل الفئات العمرية المختلفة. السينما في بيتك افلام اون لاين. وهو رافد مهم ينزع احتكار التأثير الثقافي والجمالي من يد الإنترنت والتلفزيون، ويجعل من المجتمع المدني شريكا في صناعة الثقافة. وتشير هذه التجارب والمبادرات من مختلف دول العالم -خاصة من العالم العربي- أن فكرة السينما الشعبية ممكنة عربيا بشكل لا يحل محل السينما التجارية التقليدية أو ينافسها، بل يعزز من الثقافة السينمائية ويرفع من الذائقة الفنية لدى الجمهور.