فلما كانت النعم كلها منه وحده أحب أن يشكر عليها، وأمر عباده بشكره في آيات كثيرة: { فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}، { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله}، { فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون}، { كلوا من رزق ربكم واشكروا له}، { اعملوا آل داود شكرا}، { ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم}. استخراج الشكر بالنعم وكم من نعمة أنعم بها ليستخرج بها الشكر من عباده.. وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ. { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون}. وقال في بدر: { واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون}. وقال سبحانه: ( وهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) وقال: { وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وقال سبحانه: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
ويؤكّد الباحثون في علم النفس أنَّ الشكر له قوَّة هائلة في علاج المشاكل، لأنَّ قدرتك على مواجهة الصّعاب وحلّ المشاكل المستعصية تتعلّق بمدى امتنانك وشكرك للآخرين على ما يقدّمونه لك؛ ذلك أنَّ المشاعر السلبية تقف حاجزاً بينك وبين النجاح، لأنَّها مثل الجدار الذي يحجب عنك الرؤيا الصادقة، ويجعلك تتقاعس على أداء أيّ عمل ناجح. معلومات الموضوع شاهد أيضاً مزايا شهر رمضان الحمد لله الذي منّ على عباده بمواسم الخيرات، ليغفرَ لهم بذلك الذنوب ويكفر عنهم السيئات، …
كلمات في رمضان > آداب الطعام في الإسلام مجموعة من آداب الطعام، يقتضيها شكر النعمة، وتعظيم الفضل الإلهي، حيث يسَّر الله تعالى للإنسان طعامه وشرابه، فيجب عليه أدبًا أن يشكر المقدِّر الرازق والميسِّر وهو الله تعالى، وللشكر فائدة عظيمة هي أنه يكون أداة أو وسيلة تنمية وزيادة، لقوله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم:14/7]. وقوله تعالى: ﴿وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ [الزمر:39/7]. وقد أثنى الله تعالى على آل داود وسليمان بسبب شكرهم وحمد ربِّهم، فقال: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ:34/13]. وكان سليمان من أئمة الشاكرين، حيث قال بعد فهم كلام النملة: ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ﴾ [النمل:27/19]. وأثنى الله تعالى أيضاً على كل إنسان بلغ سنّ الأربعين حين يقول: ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْـمُسْلِمِينَ﴾ [الأحقاف:46/15].
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ))، [رواه أحمد وأبو داود والترمذي]. الشكر.. نجاحٌ وإبداع يؤكّد خبراء على أهمية الشكر في حياة الإنسان الناجح، فالزوجة مثلاً التي تشكر زوجها على ما يقوم به، فإنَّ هذا الشكر يحفّزه للقيام بمزيد من الإبداعات والنجاح. فالامتنان يقدم لك المزيد من الدعم والقوة. "الشكر طريقة قويّة ومؤثرة حتّى عندما يقدّم لك أحدٌ معروفاً صغيراً، فإنَّك عندما تشكره تشعر بقوَّة في داخلك تحفزك للقيام بالمزيد من الأعمال الخيّرة" ويوضح الخبير "جيمس راي" هذه الحقيقة بقوله: إنَّ قوة الشكر كبيرة جداً فأنا أبدأ يومي كلّما استيقظت صباحاً بعبارة "الحمد لله"، لأنني وجدتها مفيدة جداً وتمنحني طاقة عظيمة! ليس هذا فحسب، بل إنّني أشكر الله على كل صغيرة وكبيرة، وهذا سرّ نجاحي أنني أقول "الحمد لله" وأكرِّرها مراراً طيلة اليوم!! كما أنَّ للشكر تأثيراً مذهلاً في حياة معظم المبدعين، فالامتنان والشكر للآخرين هو أسهل الطرق للنجاح، والشكر طريقة قويّة ومؤثرة حتّى عندما يقدّم لك أحدٌ معروفاً صغيراً، فإنَّك عندما تشكره تشعر بقوَّة في داخلك تحفزك للقيام بالمزيد من الأعمال الخيّرة.