الخرطوم- الوطن- محمد إسماعيل ظل الكاتب السوداني حمّور زيادة يراكم كتاباته، مجموعة قصصية ثم رواية ثم مجموعة أخرى، إلى أن جاءت روايته الأحدث «شوق الدرويش» (العين للنشر ـ 2014) لتكتسح المشهد الروائي مصرياً وعربياً، بل وربما لتجبّ إصدارات زيادة السابقة. بعد أن حازت جائزة «نجيب محفوظ» التي تقدمها «الجامعة الأميركية في القاهرة»، استطاعت الرواية أن تفرض حضورها أخيراً ضمن القائمة القصيرة في المسابقة العالمية للرواية العربية «البوكر»، علاوة على استقبالها بحفاوة نقدية بالغة ورواية (شوق الدرويش)، تستوحي أحداثها التاريخية من حقبة تاريخية سودانية تناولتها كثير من السرديات الأجنبية ومحكيات سودانية. تتعرض لفترة الثورة المهدية بالسودان في أواخر القرن التاسع عشر. وحمور زيادة مقيم بالقاهرة كان لنا معه هذا الحوار حول تجربته السردية. ما هي الإرهاصات التي دفعتك لعشق الأدب؟ - لقد نشأت طفلاً وحيداً لوالدين كبيرين في السن، في منزل أم درماني ضخم. لم يكن لي اخوة، ولا أصدقاء كثر. الأدب كان صديقي وكان نافذتي إلى العالم. وجدت والديّ يهتمان بالقراءة. ترجمة فرنسية لرواية "الغرق".. وحمور زيادة: أشعر بالفخر لهذه الأسباب- انفراد. كانت نشاطاً منزلياً محبباً. فقلدتهما. والدي حرص على امدادي بالكتب والمجلات، لكني أخذت عن والدتي حب الأدب.
ملخص كتاب او قصة رواية قصر الشوق
لأن الرواية لا تحكي قصة هذه الشخصيات التاريخية، انما تقدم حكاية أشخاص عاشوا زمن هذه الشخصيات. عموما دور الروائي يختلف عن دور المؤرخ. المؤرخ ملزم بحيادية ودقة علمية ذات ضوابط. أما الروائي فمعني بالجمالي. أنت تقدم حكاية ممتعة في المقام الأول. بينما المؤرخ يحاول أن يضبط ماذا حدث. السرد قنص باللغة والخيال. في الحكاية الممتعة انت تضمن رؤيتك للعالم ككل وليس لحدث صغير، بينما المؤرخ لا يحق له أن يشكل التاريخ وفق رؤيته. التاريخ شأنه شأن الحاضر هو مادة للروائي يفعل بها ما يشاء. بينما يضطر الصحفي والمؤرخ للتقيد بقيود لا تلزم الروائي. القارئ لشوق الدرويش يكتشف براعة في استخدام الوثائق والمصادر والمرجع العلمية وهو الاسلوب الحديث لكتابة الرواية السائد الآن في العالم مثل ما يكتب الايطالي الراحل امبرتو ايكو ويكتب ايضا دان بروان رواياته بنفس الطريقة، ما المصادر الاصلية التي اتبعتها لكتابة شوق الدرويش هل هي رواية «أسير المتمهدي» ام تاريخ نعوم شقير ام السيف والنار في السودان لسلاطين باشا؟ -رواية جورجي زيدان عن أسير المتمهدي ليست مصدراً أصلياً، ولم أعتمد عليها ولم أحبها أصلا حين قرأتها قبل 15 عاماً. لكني اعتمدت على عدة أنواع من المصادر مثل مذكرات أسرى المهدية وكتاب هداية المستهدي بسيرة الامام المهدي للكردفاني، وهذا الكتاب هو السيرة شبه الرسمية للمهدية إلى أن غضب الخليفة على الكردفاني فأعدم الكتاب.