masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

حديث: التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -

Monday, 29-Jul-24 13:32:09 UTC

تاريخ النشر: الثلاثاء 15 رجب 1422 هـ - 2-10-2001 م التقييم: رقم الفتوى: 4414 6342 0 325 السؤال هل يجوز الدعاء بجاه حق النبي صلى الله عليه وسلم, و هل يجوز في الدعاء إدخال الرسول كواسطة لإجابة الدعاء. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالدعاء من أجلّ القرب وأعظم العبادات، بل هو العبادة كما قال صلى الله عليه وسلم. ما هي الأدلّة على مشروعيّة التوسّل بأهل البيت عليهم السلام. والعبادة مبناها على التوقيف، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لقوله: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". متفق عليه. وقوله: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه مسلم. وقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى الأسباب المؤدية إلى قبول الدعاء كرفع اليدين، وإقبال القلب، وتكرار الدعاء، وتحري الأوقات الفاضلة كثلث الليل وبين الأذان والإقامة وغير ذلك، ولم ينقل عن نبينا صلى الله عليه وسلم بسند صحيح أنه أرشد أمته إلى التوسل بجاهه أو حقه، مع القطع والجزم بأن جاهه ومنزلته عند ربه فوق منزلة جميع ولد آدم. ولا نُقل عن أحد من أصحابه رضوان الله عليهم مع حرصهم على الخير ومسارعتهم إليه، وكثرة دعائهم وتضرعهم أنه قال في دعائه: اللهم إني أتوسل إليك بحق محمد صلى الله عليه وسلم أو بجاهه، فعلم بهذا أنه ليس من أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من أمر أصحابه، بل عدل الصحابة عن ذلك إلى التوسل بعمه العباس رضي الله عنه كما روى البخاري في صحيحه أن عمر رضي الله عنه قال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون.

ما هي الأدلّة على مشروعيّة التوسّل بأهل البيت عليهم السلام

الأمر الثاني: أنه توسل بشيء أجنبي وهو جاه النبي صلى الله عليه وسلم، وجاه النبي ينفع النبي لأنه صاحب الجاه ولا ينفع غيره، فمن يتوسل بجاه النبي يتوسل بشيء أجنبي، ولا يتوسل بشيء شرعه الله جل في علاه، وإنما ينفعك النبي بشفاعته لا بجاهه. ولو كان الجاه والتوسل بالجاه مشروعاً لبينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا لم يتم لنا البيان، ولم يتم لنا البلاغ. والرسول هو أحرص الأمة على أن يدل الأمة على كل خير، ولو كان في التوسل بجاه النبي خير، لكان لزاماً على رسول الله أن يبين لنا أن التوسل المشروع هو التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم، فلما لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن جاهه يمكن التوسل به، قلنا: هذه بدعة، ولا يصح لأحد أن يتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم.

ولكُلِّ فريق من هؤلاء أدلّته أو شُبُهاته ـ على الأقل ـ في تأييد ما ذهب إليه، وللمُخالفين رُدودُهم عليه، كما هو الشأن في المسائل الخِلافيّة. دليل من قال بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم دليل من قالوا بالتوسل، وهو حديث عثمان بن حُنيف، وقد صحَّحه الشيخ الألباني، وهو من منكِري التوسُّل، وإن كان قد وجَّهه وجهةً أخرى، هي في نظري أقوَى وأحرَى. وهو هذا الحديث: أخرج أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حُنَيْف أن رجلاً ضَرير البصر أتَى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ادْعُ الله أن يُعافيَني. قال: إن شئتَ دعوتُ لك، وإن شئتَ أخَّرتَ ذاك، فهو خير، (وفي رواية: وإن شئتَ صبرتَ فهو خيرٌ لك)، فقال:ادْعُه. فأمَره أن يتوضَّأ، فيُحسِن وضوءه، فيصلِّي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك، وأتوجّه إليك بنبيِّك محمد نبي الرحمة، يا محمد إنِّي توجَّهت بكَ إلى ربِّي في حاجتي هذه، فتَقضِي لي، اللَّهم فشفِّعْه فِيّ "وشَفِّعني فيه". قال: ففعل الرجل، فبَرَأ) ولأن موضوع التوسُّل فقهيٌّ لا عَقدي، تكلَّمت عنه جميع كتب المذاهب الفقهية، على اختلاف أحكامها فيه، ودخل الموسوعات الفقهية، باعتباره من المسائل الفرعيّة العملية، التي تدخل في إطار البحث الفقهي.