masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس

Wednesday, 10-Jul-24 22:18:38 UTC
وحينما يعم التلوث ويصبح الصدر ضيقا حرجا، وحينما يصبح الماء لا يطفئ ظمأً؛ لأنه أصبح أُجاجًا، وحينما تصبح مياه الأنهار قاتلة للأسماك، ومياه البحار مميتة لأحياء البحار لكثرة السموم بها - حينئذ لن يجد البشر سوى مصطلح ظهور الفساد، ولولا رحمة الله ما استطاع الناس العيش في ظل تلوث البيئة وفسادها من حولهم. (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) | ليبيا أوبزرفر The Libya Observer. وسبحانه وتعالى رؤوف رحيم بعباده وبمخلوقاته؛ يقول - عز وجل -: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ﴾ [الكهف: 58]. لا يستوي إفساد البيئة مع إصلاحها، فالفساد تلوث ودمار، والمحافظة على البيئة أمن وأمان وجمال، والإصلاح يعني المحافظة على البيئة مما أفسده الإنسان بصنيعه بكامل قواه العقلية. والقاعدة الأساسية في ذلك هي أن رب العاملين أودع في الأرض الصلاح، وأن الأرض والسموات مسخرة لصالح الإنسان، ولكن الإنسان الظلوم الجهول، أَلِفَ العادة ولم يُطِع أمر المنعم بسبب العُلُو والكِبْر الجهل، فضيع أمانة الاستخلاف في الأرض، فأفسد الهواء الذي يتنفَّسه، والماء الذي يشربه، والبحر المسخر لأجله، والنتيجة ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ ﴾ [الروم: 41]، وفي الآونة الأخيرة تيقن الجميع من ظهور الفساد، وأين ظهر الفساد؟ الإجابة التي لا يختلف عليها اثنان هي في البر والبحر معًا.

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) – دار الإفتاء الليبية

‏ ولقد كانت الحبوب من الحنطة وغيرها أكثر مما هي اليوم، كما كانت البركة فيها أعظم‏. (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) – دار الإفتاء الليبية. ‏ وقد روى الإمام أحمد بإسناده أنه وجد في خزائن بعض بني أمية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها هذا كان ينبت أيام العدل‏. ‏ وهذه القصة، ذكرها في مسنده ، على أثر حديث رواه‏. ‏ وأكثر هذه الأمراض والآفات العامة بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة، ثم بقيت منها بقية مرصدة لمن بقيت عليه بقية من أعمالهم، حكمًا قسطًا، وقضاء عدلًا، وقد أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى هذا بقوله في الطاعون ‏(‏إنه بقية رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل‏)‏‏. ‏ وكذلك سلط الله سبحانه وتعالى الريح على قوم سبع ليال وثمانية أيام، ثم أبقى في العالم منها بقية في تلك الأيام، وفي نظيرها عظة وعبرة‏.

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) | ليبيا أوبزرفر The Libya Observer

ومن ذا يكون رجوع إلى الله سبحانه بسبب ما أذيقوا من ويلات الفساد المستعلن. وليس هذا خاصّا بالمسلمين. إذ تتعرّض الأمم الأخرى إلى مثل هذا. كما وقع في أوروبا قبل عقود طويلات. إذ عربدت الكنيسة المتحالفة مع رأس المال الفاجر والقيصرية الماجنة. فلمّا أضحى ذلك غير مطيق هرع المصلحون إلى الإصلاح. فكانت ثورة جاءت بحدود دنيا من كرامة الإنسان ولجم الكنيسة الغاشمة. فيما أظنّ سيكون مثل ذلك بشكل ما عندما تتقدّم دعوات المثلية الجنسية وإشاعة الحرّيات الجنسية غير منضبطة حتّى بقيود الفطرة ـ وليس الدّين ـ. أظنّ أنّ ما يحيق بالأسرة الأوربية اليوم مقدّمة لمثل ذلك. ذلك أنّ الأسرة محطّة من محطّات إنفاذ الله سبحانه لإرادته. تفسير: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون - شبكة الوثقى. فإذا تعرّضت تلك المحطّة إلى ما يشبه الفناء الكامل فإنّ فسادا ما سيظهر بما كسبت أيدي النّاس الذين تمرّدوا على وظائفهم الإنسانية وجبلاّتهم البشرية بما يدفعهم إلى مراجعة أنفسهم. من لطف الله سبحانه أنّه لا يدع النّاس في غمرة ـ حتّى بعد انقضاء زمن النّبوّات ـ بدون حدود. إذ ينذرهم بفساد مستعل مستعلن يحوّل حياتهم إلى جحيم بسبب ما اقترفت أيديهم ليذيقهم غلوّهم وليهبّ المصلحون منهم إلى إنقاذ الحياة من ذلك الجحيم.

تفسير: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون - شبكة الوثقى

ثم تزلزلت بالناس على عهد عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه.. والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها أبدا. وذكر الإمام أحمد عن صفية قالت: زلزلت المدينة على عهد عمر فقال: يا أيها الناس ماهذا؟ ما أسرع ما أحدثتم!! لئن عادت لا تجدوني فيها. وقال كعب: "إنما تزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي؛ فترعد فرقا من الرب عز وجل أن يطلع عليها". وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار: "أما بعد.. فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله عز وجل به العباد، وقد كتبت إلى سائر الأمصار يخرجوا في يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا، فمن كان عنده شيء فليتصدق به؛ فإن الله عز وجل قال: "قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى". وقولوا كما قال آدم: { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}. وقولوا كما قال نوح: { وإلا تغفر لى وترحمني أكن من الخاسرين}. وقولوا كما قال يونس: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}. فالبركة في الأرض مرتبطة بالطاعة لرب الأرض فمتى أحسن الناس القيام بحق العبودية كافأهم الله بالإحسان عليهم في سعة أرزاقهم وبركة أعمارهم وزروعهم وثمارهم حتى ييسر لهم سبل تحصيل الأرزاق ليفرغهم لعبادته.. وقد دل على ذلك قوله تعالى: ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96) ولقد ذكر الإمام أحمد: أنه "وجد في خزائن بني أمية حنطة (قمح)، الحبة بقدر نواة التمر، وهي في صرة مكتوب عليها، هذا كان ينبت في زمن العدل".
ففي زمان العدل يبارك الله للناس في أرزاقهم.