وبهذا المعنى يستقيم فهمنا لمفردة (الفرج) في الآيات الكريمات. وبالتالي يمهد لفهمنا الأكبر والأعظم حينما نتحدث عن مريم.
ولكن الله القهار، لم يغفر اليأس لهم، لأنّ القنوط أمر مرفوض في قانون الله. وبناءً على ذلك فإنّ انتظار الفرج هو من أفضل الأعمال في الإسلام فلننتظر ما نقدّم لغد المهدي عليه السلام، يوم يتساقط فيه الحكام، كما تتساقط اوراق الشجر الذابل، في فصل الخريف. بضع الفرج: الحالات التي تُلزم إجراءه والحالات التي لا تُلزم إجراءه - Mayo Clinic (مايو كلينك). ولننتظر ذلك اليوم الذي نكون فيه أئمة و وارثون بالعمل والجهاد، وبالأمل المنجز، فهذا وعد الله وسنّته ﴿... وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ 1 2. مواضيع ذات صلة
ولكن حفظ الفروج لا يتم فقط عن هذا الطريق، فإن ستر الفرج هو الآخر عملية صيانة ووقاية لهذا العضو، سواء كان على صعيد الرجال المؤمنين أو النساء المؤمنات. وستره هنا يعني بكل بساطة عدم إبداءه لغير الزوج أو الزوجة، والآية التي نحن بخصوصها هي لإفادة هذا المعنى بالنسبة للمؤمنات، فالمؤمنات مطالبات بستر فروجهن، أي عدم إبداء الفرج لغير الزوج، والعكس بالعكس، فقوله تعالى (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن، ويحفظن فروجهن)، أي لا يُطلعن على فروجهن غير الأزواج. وعن أبي مسلم (كل موضع في القرآن ذكر فيه حفظ الفروج فهو من الزنا إلاّ في هذا الموضع فإن المراد به الستر، حتى لا ينظر إليها أحد، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: فلا يحل للرجل أن ينظر إلى فرج أخيه، ولا يحل للمرأة أن تنظر إلى فرج أختها)، فحفظ الفرج في هذه الآية لا يعني الامتناع عن الزنا، بل يعني تغطيته عن ناظر الآخر. الانتظار ماذا يعني ؟ | مركز الإشعاع الإسلامي. ويربط بعضهم بين غض البصر وحفظ الفرج! حيث يذهب إلى أن الله تعالى أمر بغض البصر لأن النظر سهم من سهام إبليس،وأن بداية الزنا هي النظر، وفي تصوري هذه مبالغات متأخرة عن نص النبوة والإمامة، فإن البصر العادي، ذلك البصر الذي نتبادله فيما بيننا في سياق الحياة العامة، لا علاقة له بهذا الهاجس المحموم، الذي يكشف عن نفس مضطربة، بل النظر بمعنى التملي الجنسي، النظر التلذذي هو الذي يمكن أن يكون بداية لذلك العمل المهين، فمثل هذه الأحكام المتشددة خا صة في المجال الجنسي ينم عن هاجس شبقي لعين يكمن في ذات مهوسة
قال الطبرسي في تفسير هذه الآية الكريمة:[ (والذين هم لفروجهم حافظون) قال الليث: الفرج اسم لجميع سوآت الرجال والنساء والمراد بالفروج ها هنا فروج الرجال بدلالة قوله (إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) قال الزجاج المعنى أنهم يلامون في إطلاق ما حظر عليهم وأُمِروا بحفظه إلاَّ على أزواجهم ودلَّ على المحذوف ذكر اللوم في قوله تعالى (فإنهم غير ملومين)... فـ (من ابتغى وراء ذلك) أي طلب سوى الأزواج والولائد المملوكة (فأولئك هم العادون) أي الظالمون المتجاوزون إلى ما يحل لهم]. فحفظ الفرج بالنسبة للمؤمن هو عدم وضع نطفته في موقع الحرام، أي الزنا، وهو بذلك لا يصون حقيقةً بذلك (عضوه الذكري) بل يصون نفسه من الابتذال والانحراف عن الخط السوي، ومن هنا فإن حفظ الفرج بما يعنيه في المعنى القصي هو هذه العفة النفسية والطهارة الروحية، كذلك فيما يخص المرأة المؤمنة، فهي مدعوة إلى حفظ فرجها، أي لا تمارس الزنا، فهي بذلك تهدم كرامتها الإنسانية، وتأبيها عن الزنا صيانة لروحها وضميرها ونفسها، فليس الزنا عملية إدخال عضو في عضو خلاف الموازين الشرعية، بل الزنا عملية تحطيم للكرامة الإنسانية، سواء بالنسبة للزاني أو الزانية، فحفظ الفروج يمتد إلى هذه المساحات المقدسة الكبيرة.