2021-04-22, 03:16 PM #1 وكذلك جعلناكم أمة وسطًا طلعت مرزوق الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد قال الله -تعالى-: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة:143). وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا – التفسير الجامع. الأمة هي القرن من الناس، والصنف منهم، وغيرهم. وأما الوسط: فإنه في كلام العرب: الخيار، يُقال منه: فلان وسط الحسب في قومه، أي: متوسط الحسب، إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه، وهو وسط في قومه وواسط. وقال زهير بن أبي سلمى في الوسط: هُمُ وَسَطٌ تَرْضَى الأنَامُ بِحُكْمِهِم إذَا نَزَلت إحْدَى الليالِي بِمُعْظِـم والوسط في هذا الموضع هو: الوسط الذي بمعنى الجزء الذي هو بين الطرفين، مثل: "وَسَطَ الدَّارِ"، وقد وصفهم الله بأنهم وسط لتوسطهم في الدِّين؛ فلا هم أهل غلو فيه غلو النصارى الذين غلوا بالترهب وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله وقتلوا أنبياءهم وكذبوا على ربهم وكفروا به، ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها. قال ابن جرير الطبري -رحمه الله-: "وأما التأويل: فإنه جاء بأن الوسط العدل، وذلك معنى الخيار؛ لأن الخيار مِن الناس عدولهم".
حيث قال أن الأمة الإسلامية منذ نشأتها وهي تتسم بالعدل في كل شيء. بدايةً من الأنبياء والرسل الذين اختلفوا عن النصارى واليهود وكذلك في المعاملات البسيطة بينهم. كما ختم حديثه عن هذه الآية بأن صفة العدل تعتبر من أفضل الصفات التي وهبها الله للمسلمين. كما زرع في قلوبهم سائر الأخلاق الحميدة التي تتضمن العدل والإحسان والطهارة. وكذلك جعلناكم أمة وسطًا. تفسير الطبري للآية الكريمة وكذلك جعلناكم أمة وسطا نجد أن عدد كبير من الأشخاص يبحثون عن تفسير: وكذلك جعلناكم أمة وسط للطبري، لذلك سنوضح فيما تفسير هذه الآية الكريمة للطبري: قد تحدث الطبري عن هذه الآية الكريمة وفسرها أنها دليل مطلق وصريح من الله عز وجل للمسلمين. كما هداهم لعبادته وحده وهداهم بإتباع ملة إبراهيم عليه السلام. فهو الذي جعلهم خير الأمم وأفضلها وميزها عن غيرها بالتوسط والاعتدال في كل شيء. كما أنه أضاف إلى حديثه عن هذه الآية الكريمة أن خير الأمور إلى الله أوسطها. بالإضافة إلى أن الإسلام هو دين الاعتدال والتوسط. مقالات قد تعجبك: تفسير الواحدي للآية الكريمة وكذلك جعلناكم أمة وسطا إن تفسير: وكذلك جعلناكم أمة وسط للسعدي يعتبر أحد الأمور التي يسأل عنها الكثيرون، لذلك سنوضح فيما تفسير هذه الآية الكريمة للواحدي: قد قام الواحدي بتفسير هذه الآية الكريمة بأنها بيان من الله عز وجل للمسلمين والمقصود منها.
إِنَّ اللَّهَ: إن ولفظ الجلالة اسمها. بِالنَّاسِ: جار ومجرور متعلقان برؤوف أو برحيم. لَرَؤُفٌ: اللام المزحلقة رؤوف خبر إن. رَحِيمٌ: خبر ثان والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها من الإعراب وجملة ما كان الله معطوفة على ما قبلها.
مَنْ: اسم موصول في محل نصب مفعول به للفعل قبله. يَتَّبِعُ الرَّسُولَ: فعل مضارع ومفعوله والفاعل هو والجملة صلة الموصول. مِمَّنْ: من ومن الموصولية جار ومجرور متعلقان بنعلم التي تعني نميز. يَنْقَلِبُ: فعل مضارع والفاعل هو والجملة صلة الموصول وكذلك جملة يتبع الرسول. عَلى عَقِبَيْهِ: عقبي اسم مجرور بالياء لأنه مثنى والهاء في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال أي مرتداً على عقبيه. وَإِنْ: الواو حالية إن مخففة من الثقيلة لا عمل لها. كانَتْ: فعل ماض ناقص والتاء تاء التأنيث واسمها ضمير مستتر تقديره هي والتقدير: وإن كانت التولية. لَكَبِيرَةً: اللام الفارقة كبيرة خبر كانت. عَلَى الَّذِينَ: جار ومجرور متعلقان بكبيرة. هَدَى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعل مرفوع والجملة صلة الموصول لا محل لها. وَما: الواو عاطفة ما نافية. كانَ: فعل ماض ناقص. اللَّهُ: لفظ الجلالة اسمها. لِيُضِيعَ: اللام لام الجحود يضيع فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام الجحود والفاعل ضمير مستتر يعود إلى الله. إِيمانَكُمْ: مفعول به وإن المضمرة والفعل في تأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كان والتقدير ما كان الله مريداً لإضاعة إيمانكم.
لذلك فالواجب على هذه الأمة التي جعلها الله -سبحانه وتعالى- خير أمة أُخرِجت للناس، وأرسل إليها سيد ولد آدم، وخاتم النبيين -صلى الله عليه وسلم-، وأنزل عليه أعظم الكُتب السماوية، أن تقوم برسالتها لتعود كما كانت دائمًا الأمة الرائدة في العالم، فمهما اختلف الناس في شيء؛ فلا بد مِن الرجوع إلى ميزان العدل للفصل بينهم، وهذه الأمة هي ميزان العدل، ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) (النساء:59).