ودخلت الفاء لأجل ما في الكلام من معنى الشرط، لأن المعنى: إما لا فليعبدوا لإيلافهم، على معنى أن نعم الله تعالى عليهم لاتحصى، فإن لم يعبدوه لسائر نعمه، فليعبدوه لشأن هذه الواحدة، التي هي نعمة ظاهرة. والبيت: الكعبة. وفي تعريف نفسه لهم بأنه رب هذا البيت وجهان: أحدهما: لأنه كانت لهم أوثان فميز نفسه عنها. فليعبدوا رب هذا البيت. الثاني: لأنهم بالبيت شرفوا على سائر العرب، فذكر لهم ذلك، تذكيراً لنعمته. وقيل:" فليعبدوا رب هذا البيت" أي ليألفوا عبادة رب الكعبة، كما كانوا يألفون الرحلتين. قال عكرمة: كانت قريش قد ألفوا رحلة إلى بصرى ورحلة إلى اليمن، فقيل لهم:" فليعبدوا رب هذا البيت" أي يقيموا بمكة. رحلة الشتاء، إلى اليمن، والصيف: إلى الشام.
فليعبدوا رب هذا البيت...! بقلم:فضيـلة الشــيخ ياســين الأســطل بسم الله الرحمن الرحيم فليعبدوا رب هذا البيت...! بقلم: فضيـلة/ الشــيخ ياســين الأســطل الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة بالمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
سورة قريش:. تفسير الآيات (1- 4): {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)} وفي قوله تعالى: {لإيلافِ قُريْشٍ} الإيلاف مأخوذ من أَلِف يأْلَف، وهي العادة المألوفة، ومنه قولهم ائتلف القوم. وفي قوله {لإيلاف قريش} أربعة أقاويل: أحدها: نعمتي على قريش، لأن نعمة الله عليهم أن ألفه لهم، قاله ابن عباس ومجاهد. الثاني: لإيلاف الله لهم لأنه آلفهم إيلافاً، قاله الخليل بن أحمد. الثالث: لإيلاف قريش حَرَمي وقيامهم ببيتي، وهذا معنى قول الحسن. الرابع: لإيلاف ما ذكره من رحلة الشتاء والصيف في معايشهم، قاله مكحول. وفي اللام التي في {لإيلاف قريش} قولان: أحدهما: أنه صلة يرجع إلى السورة المتقدمة من قولهم {ألم تر كيف} إلى أن قال: {فجعلهم كعصْف مأكولٍ} لإيلاف قريش، فصار معناه أن ما فعله بأصحاب الفيل لأجل إيلاف قريش، قاله ثعلب، وكان عمر وأبيّ بن كعب لا يفصلان بين السورتين ويقرآنهما كالسورة الواحدة، ويريان أنهما سورة واحدة، أي: ألم تر لإيلاف قريش. فليعبدوا رب هذا البيت الذي. الثاني: أن اللام صلة ترجع إلى ما بعدها من قوله {فَلْيَعْبُدوا رب هذا البَيْتِ} ويكون معناه لنعمتي على قريش فَلْيَعْبُدوا رَبَّ هذا البيت، قاله أهل البصرة، وقرأ عكرمة، ليألف قريش، وكان يعيب على من يقرأ {لإيلاف قريش}.
والإِشارة إليه لأنه بذلك العهد كان كالحاضر في مقام الكلام على أن البيت بهذا التعريف باللام صار علماً بالغلبة على الكعبة ، و«رب البيت» هو الله والعرب يعترفون بذلك. إعراب القرآن: َلْيَعْبُدُوا» الفاء الفصيحة ومضارع مجزوم باللام والواو فاعلهَ بَّ هذَا» مفعول به مضاف إلى اسم الإشارةلْبَيْتِ» بدل من اسم الإشارة والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها.