الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قال ابن جرير: معنى {الحمد للّه} الشكر للّه خالصا دون سائر ما يعبد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه، بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد، ولا يحيط بعددها غيره أحد، في تصحيح الآلات لطاعته، وتمكين جوارح المكلفين لأداء فرائضه، مع ما بسط لهم في دنياهم من الرزق، وغذاهم به من نعيم العيش، فلربنا الحمد على ذلك كله أولا وآخرا، {الحمد للّه} ثناءٌ أثنى به على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنه قال: قولوا الحمد للّه، ثم قال: وأهل المعرفة بلسان العرب يوقعون كلا من الحمد والشكر مكان الآخر.
فاستخرْتُ الله تعالى وأثبتُّ في هذا الجزء ما تيسَّرَ منها على سبيلِ الاختصار؛ رجاءَ أن ينتفعَ به أولو الألباب والأبصارِ، والله سبحانه يُحقِّقُ الظّن، ويجزلُ علينا المنَّ بالتّوفيقِ والاستقامةِ على سبيل الرّشدِ والحقِّ بمنِّه وفضلِه.
{رب العالمين} الربُّ هو المالك المتصرف، ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح، وكلُّ ذلك صحيح في حق اللّه تعالى، ولا يستعمل الرب لغير اللّه إلا بالإضافة، تقول ربُّ الدار، وأما الرب فلا يقال إلا للّه عزّ وجلّ. و{العالمين} جمع عالم وهو كل موجود سوى اللّه عزّ وجلّ، وهو جمعٌ لا واحد له من لفظه، والعوالم أصناف المخلوقات في السماوات، وفي البر، والبحر. وقال الفراء وأبو عبيد، العالم عبارة عمّا يعقل وهم الإنس والجن والملائكة والشياطين، ولا يقال للبهائم عالم. (1) المقدمة "قوله الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين" - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. وقال الزجاج: العالم كلٌّ ما خلق اللّه في الدنيا والآخرة، قال القرطبي: وهذا هو الصحيح أنه شامل لكل العالمين قال تعالى: {قال فرعون وما ربُّ العالمين؟ قال ربُّ السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} والعالم مشتقٌ من العلامة، لأنه دال على وجود خالقه وصانعه وعلى وحدانيته جلَّ وعلا كما قال ابن المعتز: فيا عجبا كيـف يعصى الإلـ ** ـه أم كيف يجحده الجاحد وفي كـل شـيء لـه آيـة ** تدل على أنه واحـــــد
انتهى كلام شيخ الإسلام. في [يوجد] تكملة -يا شيخ- لكلام شيخ الإسلام، أأكملها؟ - الشيخ: أي - القارئ: قال: وأمّا السّفرُ لمجرد زيارةِ القبر فغيرُ مشروعٍ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: السّفرُ إلى غير المساجدِ الثلاثة مِن قبرٍ أو أثرِ نبيٍّ ومسجدٍ وغير ذلك ليس بواجبٍ ولا مُستحَبٍّ بالنصِّ والإجماع. والسَّفرُ إلى مسجدِ نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم- مُستحَبٌّ بالنّصِّ والإجماع، وهذا مُرادُ العلماء الذين قالوا: تُستحبُّ زيارة قبره بالإجماع. الموقع الرسمي للشيخ د. محمد أحمد لوح. فهذا الذي أجمعَ عليه الصّحابةُ والتّابعون ومَن بعدَهم مِن المُجتهدين. - الشيخ: طيب، تفضل، بعده. - القارئ: وسألَني إخواني في الدِّينِ أن أجمعَ لهم فصولًا في أصولِ الدّين التي استمسكَ بها الذين مضَوا مِن أئمةِ الدّين، وعلماءِ المسلمين، والسّلفِ الصّالحين، وهدَوا ودَعوا النّاس إليها في كلِّ حين.. - الشيخ: ممكن "هُدُوا" أو "هَدَوا" تصلح، هُدُوا في أنفسهم ودَعَوا، أو هَدَوا ودَعَوا. - القارئ: أحسنَ الله إليك، وهَدَوا ودَعَوا النّاس إليها في كلّ حين، ونهوا عمّا يُضادّها وُينافيها جملة المؤمنين المصدّقين المتّقين، ووالوا في اتباعِها وعادوا فيها، وبدَّعُوا وكفَّروا مَن اعتقدَ غيرها، وأحرزوا لأنفسِهم ولِمَن دعَوهُم إليه بركتها وخيرها، وأفضَوا إلى ما قدمُوه من ثوابِ اعتقادِهم لها، واستمساكِهم بها، وإرشادِ العبادِ إليها، وحملِهم إيّاهم عليها.