masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

فكر التوقعات العالية! | صحيفة مكة

Wednesday, 31-Jul-24 11:12:02 UTC

فن التعايش مع الآخرين والاندماج والتأقلم جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، ومن الضروري التعامل مع الآخرين بكل إيجابية، فالإنسان بطبعه يحب الإنسان الآخر ما لم يتعرقل أو يصل إلى باب مغلق أو سور من الصعب تجاوزه. التعامل يجعلنا نصطدم بمواقف لم نتوقعها من أناس حفروا معزتهم في القلب والعقل والاحترام في التعامل. يقول ويليام شكسبير: «أحب جميع الناس، لكن ثق بالقليل منهم»، و«القليل» هم من يقعون في دائرة اهتمامك. مع قناعتك وحسك الإنساني وعلاقتك القوية مع الآخر، لا تضع لنفسك منزلة عالية في قلوب الناس، ولا تتوقع منهم تضحية لأجلك. اخفض سقف توقعاتك بالجميع، كي لا تصدم، وحتى لا تؤلمك الحقيقة يوما، وتدخل في عالم آخر يأخذك بعيدا عن الواقع الذي كنت تتمناه. دائما إخفض سقف توقعاتك بالجميع، كي لا تنصدم بهم. الحياة علمتني، وعلمت الكثير، علينا أن نُخفّض سقف التوقعات المرتفع، خشية الخذلان والانزلاق في وحل خيبة الأمل. الذين رفعوا سقف توقعاتهم من الآخرين - وهم نسبة كبيرة - سقطوا سقوطا مرعبا، فلا تمنح كل الثقة ولا تضع كل الشك، وكن معتدلا في كل شيء، ولا تفرط في مشاعرك الإنسانية، فليس كل إنسان يستحق تلك المشاعر التي يظنها البعض أنها مشاعر مزيفة، لأنهم عاشوا على تزييف المشاعر.

دائما إخفض سقف توقعاتك بالجميع، كي لا تنصدم بهم

التفكير أن هناك شخصًا ما لابد من وجوده: وهذه فكرة مسمومة أخرى، تدفعك للتسويف ولتأخير أي عمل إيجابي في حياتك انتظارًا لهذه الشخصية المميزة التي لن تتحقق السعادة ولا التميز ولا الخير إلا عن طريقها. اطرد هذه الفكرة، فينبغي أن تكون سعيدًا بنفسك قبل أن تشعر بالسعادة مع الآخرين. التفكير بأنه يلزمك إثبات أنك على حق: يبدو لي أنها ليست مجرد فكرة مسمومة، بل هي اضطراب نفسي يستدعي التدخل، ينم عن ضعف شديد في الشخصية، وعجز عن الصمود في وجه المعترض والمخالف، إن كنت لا تفعل شيئًا حرامًا ولا مخالفًا، فلماذا تحاول أن تثبت لمن يخالفك أن الحق معك؟ اطرد هذه الفكرة، وكن واثقًا مما أنت عليه، ومما ترغب أن تحسنه وتطوره وتغيره من نفسك. التفكير فيما يعتقده الآخرون: لماذا نهتم؟ هل تعتقد أنهم الحكم عليك أو لك؟ لماذ تبذل وقتًا وجهدًا في التفكير ماذا سيقولون عني، لعل أغلبهم مشغولون كذلك بأنفسهم وتغييرها للأحسن وليس لديهم الوقت ولا الرغبة في الحكم عليك ولا تتبع خطواتك ولا النظر حتى في محاولاتك. أقبل على نفسك ولا تهتم لقول ولا رأي الآخرين فيك، اقبل النصيحة واستمع للتوجيه، واهتم بنفسك. التفكير بأن المال يساوي السعادة: نحن نعيش في ثقافة الرأسمالية التي تقدر المال والإنجاز.

توقعاتك تصنع واقعك، فكن متيقظاً ولا تبالغ في وضعها أو التعامل مع تبعاتها، يقول الباحثان فيليب ماك غوير وباولا دازان في ورقة علمية بعنوان (دور التوقعات في الاضطرابات النفسية وعلاجها): «إن التوقعات هي الإدراك الموجه نحو المستقبل والتركيز على حدوث/‏ أو عدم التوقعات السلبية بالأحداث المستقبلية، وهذا يعني أنك قد تقع في خطأ التنبؤ، فالتحصين المعرفي والسياق المعلوماتي أمور مهم أخذها بالاعتبار لدى صناع القرار»، وأشارا إلى أن هناك تحديّاً في التحقيق في دور التوقعات من منظور إكلينيكي ونقل هذه المعرفة إلى ممارسة العلاج النفسي والأدوية النفسية. قد يسمح هذا النهج بوصفهم بفهم أفضل لديناميكيات الاضطرابات العقلية والنفسية الجسدية، وتوجيه تطوير التدخلات المصممة على أساس آليات فعالة للغاية. علاوة على ذلك، فإن التركيز على التوقعات واستمرارها يساعد في تفسير سبب فشل بعض العلاجات. بعض الاضطرابات النفسية هي «اضطرابات توقع» حسب رأي غوير ودازان، بشكل خاص في حالة اضطرابات القلق، مثل الرهاب واضطراب الهلع واضطراب القلق العام. في هذه الحالات، يتوقع المرضى عواقب وخيمة عند التعرض لمحفزات أو مواقف أو تجارب معينة في اضطراب الوسواس القهري، يتوقع المريض عواقب وخيمة إذا كانت السلوكيات القهرية محظورة.