masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ولن تستطيعوا ان تعدلوا

Tuesday, 30-Jul-24 09:54:16 UTC
[ ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم] إن العدل بين النساء ( الزوجات) هو أمر مستحيل بالنسبة للزوج, وبالتالي لا يطالب الشرع الرجال بالعدل بينهن لأن خطاب الشرع لا يتعلق بالمستحيل ، وإنما يتعلق بالممكن حصوله في الواقع ، والعدل بين الزوجات في المشاعر أمر يستحيل حصوله في الواقع ، بخلاف الغذاء واللباس والمصاريف العامة فهذا أمر ممكن حصوله بالعدل بين الزوجات قال تعالى: [ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة.. ] النساء 129. فطلب الشارع من الرجال إظهار شيء من الميل نحو الزوجة الأخرى بحيث تشعر أنها مازالت زوجةً مرغوباً فيها, ولو كان ميل الرجال لها تصنعاً ، لأن من حق الزوجة على الزوج أن تشعر بأنها مرغوبة من قبله ولو بالحد الأدنى ، وفقدان ذلك الميل كلياً يسبب عند المرأة حزناً واكتئاباً في نفسها ، وتنقلب حياتها جحيماً لا يطاق وتحترق في نفسها حنقاً وكمداً وتسْوَدُّ الدنيا في عينيها!! وتضيق الأرض عليها بما رحبت!! لأن شعور الإنسان بعدم رغبة الآخرين [ الوالدين ، الزوج] فيه يؤدي به إلى كره الحياة, وربما يفكر بالانتحار ، لأن الإنسان كنفس يحقق توازنه الداخلي من وجود الرغبة فيه من قبل مجموعة من الناس ، وخاصة الدائرة الإنسانية الأقرب له ، فإن شعر بعدم رغبة من حوله بصحبته ، وعدم الاهتمام به ، انكمش على نفسه ، وفقد المبرر للنجاح في حياته والاستمرار فيها.

تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٥ - الصفحة ١٠٦

تفسير: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل... ) ♦ الآية: ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: النساء (129). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حرصتم ﴾ لن تقدروا على التَّسوية بينهنَّ في المحبَّة ولو اجتهدتم ﴿ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ ﴾ إلى التي تحبُّون في النَّفقة والقسمة ﴿ فتذروها كالمعلقة ﴾ فتدعوا الأخرى كأنَّها معلَّقةٌ لا أيِّمًا ولا ذات بعل ﴿ وإن تصلحوا ﴾ بالعدل في القسم ﴿ وتتقوا ﴾ الجور ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ لما ملت إلى التي تحبُّها بقلبك. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ ﴾، أَيْ: لَنْ تَقْدِرُوا أَنْ تُسَوُّوا بَيْنَ النِّسَاءِ فِي الْحُبِّ وَمَيْلِ الْقَلْبِ، ﴿ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ﴾ عَلَى الْعَدْلِ، ﴿ فَلا تَمِيلُوا ﴾، أَيْ: إِلَى الَّتِي تُحِبُّونَهَا، ﴿ كُلَّ الْمَيْلِ ﴾ فِي الْقَسْمِ وَالنَّفَقَةِ، أَيْ: لَا تُتْبِعُوا أَهْوَاءَكُمْ أَفْعَالَكُمْ، ﴿ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ ﴾، أي فتدعوا الأخرى كالمعلّقة لَا أَيِّمًا وَلَا ذَاتَ بَعْلٍ.

فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

(وَإِنْ تُصْلِحُوا) فعل الشرط مجزوم بحذف النون والواو فاعل (وَتَتَّقُوا) عطف والجملة (فَإِنَّ اللَّهَ) تعليلية وجواب الشرط محذوف تقديره: وإن تصلحوا وتتقوا يغفر اللّه لكم. (فَإِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) سبق اعراب مثلها. الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 129 - سورة النساء ﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾ ثم عذر الناس في شأن النساء فقال: { ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء} أي تمامَ العدل. وجاء ب ( لن) للمبالغة في النفي ، لأنّ أمر النساء يغالب النفس ، لأنّ الله جعل حُسن المرأة وخُلقها مؤثّراً أشدّ التأثير ، فربّ امرأة لبيبة خفيفة الروح ، وأخرى ثقيلة حمقاء ، فتفاوتهنّ في ذلك وخلوّ بعضهنّ منه يؤثّر لا محالة تفاوتاً في محبّة الزوج بعض أزواجه ، ولو كان حريصاً على إظهار العدل بينهنّ ، فلذلك قال { ولو حرصتم} ، وأقام الله ميزان العدل بقوله: { فلا تميلوا كلّ الميل} ، أي لا يُفْرط أحدكم بإظهار الميل إلى أحداهنّ أشدّ الميل حتّى يسوء الأخرى بحيث تصير الأخرى كالمعلّقة. فظهر أنّ متعلّق { تميلوا} مقدّر بإحداهنّ ، وأنّ ضمير { تذروها} المنصوب عائد إلى غير المتعلّق المحذوف بالقرينة ، وهو إيجاز بديع.

لفظ أبي داود ، وهذا إسناد صحيح ، لكن قال الترمذي: رواه حماد بن زيد وغير واحد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة مرسلا قال: وهذا أصح. وقوله ( فلا تميلوا كل الميل) أي: فإذا ملتم إلى واحدة منهم فلا تبالغوا في الميل بالكلية ( فتذروها كالمعلقة) أي: فتبقى هذه الأخرى معلقة. قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، والضحاك ، والربيع بن أنس ، والسدي ، ومقاتل بن حيان: معناه لا ذات زوج ولا مطلقة. وقد قال أبو داود الطيالسي: أنبأنا همام ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما ، جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط ". وهكذا رواه الإمام أحمد وأهل السنن ، من حديث همام بن يحيى ، عن قتادة ، به. وقال الترمذي: إنما أسنده همام ، ورواه عن قتادة - قال: " كان يقال ". ولا نعرف هذا الحديث مرفوعا إلا من حديث همام. وقوله: ( وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما) أي: وإن أصلحتم في أموركم ، وقسمتم بالعدل فيما تملكون ، واتقيتم الله في جميع الأحوال ، غفر الله لكم ما كان من ميل إلى بعض النساء دون بعض.