والله أعلم. مجموعة من الباحثين
إن الله سبحانه وتعالى قد وصف أنبياءه بالحِلم، قال تعالى: " فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ"، يقول ابن تيمية: (وقد انطوت البشارة على ثلاثٍ: على أنَّ الولد غلامٌ ذكرٌ، وأنَّه يبلغ الحِلْم، وأنَّه يكون حليمًا، وأيُّ حلمٍ أعظم مِن حلمه حين عرض عليه أبوه الذَّبح فقال تعالى: "سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ". وقد وصف الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام بالحليم بقوله تعالى: "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ". أما حث المسلمين وترغيبهم في التوسم بهذه الصفة، صفة الحِلم في السنة النبوية الشريفة كانت كما يلي: قال صلى الله عليه وسلم لأشجِّ عبد القيس: ((إنَّ فيك لخصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم والأَنَاة)). عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التَّأنِّي مِن الله، والعجلة مِن الشَّيطان، وما أحدٌ أكثر معاذير مِن الله، وما مِن شيءٍ أحبُّ إلى الله مِن الحِلْم)). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس الشَّديد بالصُّرَعَة، إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغضب)). [4] ما هو الحِلم في الإسلام إن الحلم هو صفة من الأخلاق الإسلامية العظيمة وتتجلى هذه الصفة في تريث الإنسان وأن يتثبت في الأمر، وتعني كما أسلفنا سابقاً بأنها هي الأناة وضبط النفس، ويكون هذا الضبط إرادياً حيث أنه يتم مواجهة إساءات الآخرين عن طريق هذا الضبط الإرادي للإنفعال، وهذا الضبط يكسب الفرد الحليم الفرصة بأن يفكر بشكل هادئ وبالتالي يقرر بطريقة سليمة من الجانب الخلقي والدين كيفية التعامل مع هذه الإساءة إما أن يقابلها بمثلها أو أن يعفو عنها، وإن الحِلم يكسب المؤمن خيراً كثيراً ويكون هذا الخير بــ: الأجر العظيم الذي سيلقاه من الله سبحانه وتعالى.