حكم تشبه النساء بالرجال وتشبه الرجال بالنساء من باب المزاح واللهو لسماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان - YouTube
اهـ. وانظري الفتوى رقم: 36376. فإن كان ربط الرجل لشعره على طريقة خاصة بالإناث في عرف الناس، كان ذلك من التشبه المنهي عنه، وإلا يكن كذلك؛ فهو ليس من التشبه المنهي. مع التنبيه إلى أن أصل ربط الرجال لشعورهم جائز، وليس بمنهي عنه في الشرع، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 43930. والله أعلم.
وقال ابن تيمية في الكلام على التشبه بالكفار: وسواء قصد المسلم التشبه بهم أو لم يقصد ذلك بحكم العادة التي تعودها فليس له أن يفعل ما هو من خصائصهم. اهـ وقال ابن عثيمين: إذا حصل التشبه حصل المحذور وثبت حكمه سواء بقصد أو بغير قصد. اهـ وننصح السائل بالسعي في وسائل العلاج المشروعة عند المختصين ، مع كثرة الدعاء فإنّ الله قريب مجيب. والله أعلم.
والناس على طرفي نقيض في الملبس، وخيرهما الوسط: فالذين يمتنعون عما أباح اللَّهُ مِن الملابس والمطاعم والمناكح تزهُّداً وتعبُّداً، بإزائهم طائفةٌ قابلوهم، فلا يلبَسُون إلا أشرفَ الثياب، ولا يأكلون إلا ألينَ الطعام، فلا يرون لَبِسَ الخَشنِ، ولا أكله تكبُّراً وتجبُّراً. وكلا الطائفتين هديُه مخالِفٌ لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا قال بعض السلف: " كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب: العالي، والمنخفضِ ". ومن تواضعه صلى الله عليه وآله وسلم: أنه أحيانا كان يطلق أزارير جيبه فلا يغلقه؛ كما أخرج أبو داود وغيره من حديث معاوية بن قرة عن أبيه قال: " أتيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في رهط من مزينة لنبايعه، وإن قميصه لمطلق، أو قال زر قميصه مطلق ". عباد الله: هذا هدي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في لبسه للثياب، كان يواري به عورته، ويتجمل به أحيانا في الجمع والأعياد، ولم يكن وسيلة للكبر، ولا صفة للزهد، وكان يحب النظافة، ويكره القذر في الملبس. ألا فلنقتد بسيد الأولين والآخرين. أهمية التيامن في الإسلام. اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك، مثنين بها عليك قابليها. أقول قولي هذا... الخطبة الثانية: الحمد لله... فيا أيها الناس: اتقوا الله واستعملوا نعمه في طاعته، وإياكم والتنكب عن الشكر باستخدامها في معاصيه.
ت + ت - الحجم الطبيعي أوراق رمضانية.. نبحر خلالها في ما ارتضاه الخالق لخلقه، وما يليق بالمسلمين نهجاً وسلوكاً وفهماً وحياةً. فيها نجد ما قاله الرب والعبد في ما هو خيرٌ للناس، ونتلمس المعاني، وندرك التفاسير، ونحوط معاً في تعاليم ديننا الحنيف، في ما أقره الإسلام وانحاز إليه، وفي ما نهى عنه ونبذه.. نخلص النية للخالق جل وعلا، وندرك عظمة الفهم للأوامر الربانية. وفيها أيضاً ما يجول في حياتنا وتربيتنا الإسلامية.. نتعرف على حكم وأحكام، ونتلمس الدروب للفهم والإنجاز، ونتعمق في تدابير الخالق للكون والإنسان.. في أوراق رمضانية لـ محمد الطيب عربي، نتوقف بعين التأمل للتلذذ في ما يمكن أن يجعل من يومنا الرمضاني ثرياً وغنياً بما يرضي الله، وبما يرضي ضمائرنا المنتمية إلى هذه الرزانة والثقة؛ والتربية الإسلامية. اللباس أحكام ومواعظ - ملتقى الخطباء. اتفقت معاجم اللغة على أن معنى «اليمين» لغة يشمل أموراً عدة وكلها طيبة، كالبركة والقوة والشدة. ومن أجل ذلك عني الإسلام بالتيامن، فأصحاب اليمين لهم البشرى في الآخرة منهم: (في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة) الآيات من سورة الواقعة. فمن هم أصحاب اليمين المعنيون في هذه الآيات المباركات وغيرها من آي الذكر الحكيم مما سنمر عليه لاحقاً؟ إن الإسلام لا يتحدث عن شيء إلا ويكون فيه الخير والبركة، فاليمن هو البركة والفأل الحسن، قال الجوهري: «يمن فلان على قومه، فهو ميمون إذا صار مباركاً عليهم، وتيمنت به: تبركت وتفاءلت به خيراً، والأيامن: خلاف الأشائم (من الشؤم) والتيمن: الابتداء في الأفعال باليد اليمنى والرجل اليمنى، والجنب الأيمن.
الخطبة الأولى: إن الحمد لله... أما بعد: فيا أيها الناس: اتقوا الله -تعالى- وراقبوه، واستعملوا نعمه عليكم في محابه ومراده، واحذروا مخالفته باستخدامها في ما يغضبه، فتسلب النعم، وتزول إلى الأبد. عباد الله: لقد امتن الله على عباده: أن وهبهم ما يكسون به عوراتهم، ويوارون به سوآتهم، من اللباس الكاسي المجمل للبدن: ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ) [الأعراف: 26]. وقال سبحانه: ( وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) [النحل: 81]. وقال تعالى: ( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ) [الأنبياء: 80]. فالله -جل وعلا-: وهبنا اللباس الذي يواري سوآتنا، ونتجمل به، والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي ما من خير إلا ودل الأمة عليه، ولا شر إلا وحذرهم منه، وقد بين لنا أحكام اللباس، وقد أمر الله -سبحانه- الناس بأخذ الزينة عند كل صلاة: ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].
وروى أحمد وأبو داود والترمذي عَنْ ابْنِ عُمَرَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ ، لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ ؟ قَالَ: " يُرْخِينَ شِبْرًا " فَقَالَتْ: إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ! قَالَ: " فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ " ( [6]) ؛ فسألت أُمُّ سَلَمَة – - عَنْ حُكْم النِّسَاء فِي جَرِّ ذُيُولهنَّ لَمَّا فَهِمَتْ الزَّجْر عَنْ الْإِسْبَال مُطْلَقًا سَوَاء كَانَ عَنْ مَخِيلَة أَمْ لَا ، فَسَأَلَتْ عَنْ حُكْم النِّسَاء فِي ذَلِكَ لِاحْتِيَاجِهِنَّ إِلَى الْإِسْبَال مِنْ أَجْل سَتْر الْعَوْرَة ، لِأَنَّ جَمِيع قَدَمهَا عَوْرَة ؛ أفاده ابن حجر - - في فتح الباري ( [7]) ؛ وهو واضح الدلالة في كون ثوب المرأة لابد أن يكون سابغًا ساترًا لقدمها.