عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ) قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أحمد والترمذي وابن أبي الدنيا.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا شرح حديث (المرء على دين خليله) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّجُلُ علَى دينِ خليلِهِ فلينظُر أحدُكُم من يخالِلُ). المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. [١] وسنذكر شرح الحديث فيما يأتي: [٢] أهمية مجالسة الصالحين هذا حديث عظيم يدل على أهمية مجالسة الصالحين الذين ينشرون الخير بين الناس، وفي الحديث نهي عن مجالسة أهل الفساد والإضلال في الأرض، وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أهمية الصحبة الصالحة، وخطورة الصحبة الفاسدة. وقد ثبت في حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ صاحِبِ المِسْكِ وكِيرِ الحَدَّادِ، لا يَعْدَمُكَ مِن صاحِبِ المِسْكِ إمَّا تَشْتَرِيهِ، أوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وكِيرُ الحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ، أوْ ثَوْبَكَ، أوْ تَجِدُ منه رِيحًا خَبِيثَةً). [٣] الابتعاد عن الصحبة السيئة أخبر الله -تعالى- أنّ أصدقاء السوء يتبرؤون من أصدقائهم يوم القيامة، قال الله -تعالى-: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) ، [٤] لذا ينبغي على المسلم أن ينتقي الصحبة الصالحة، وأن يبتعد عن الصحبة الفاسدة.
تذكر بعض الروايات في سبب نزول هذه الآيات، أن عقبة بن أبي معيط كان يكثر من مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعاه إلي ضيافته، فأبى أن يأكل من طعامه حتي ينطق الشهادتين، ففعل، وكان أبيّ بن خلف صديقه، فعاتبه، وقال له: صبأت. فقال: لا والله، ولكن أبى أن يأكل من طعامي وهو في بيتي فاستحييت منه فشهدت له، فقال: لا أرضى منك إلا أن تأتيه فتطأ قفاه وتبزق في وجهه، فوجده ساجدًا في دار الندوة ففعل ذلك. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ألقاك خارج مكة إلا علوت رأسك بالسيف" فأسر يوم بدر فأمر عليًّا فقتله. المرء على دين خليله - Association of Islamic Charitable Projects in USA. والظالم في الآية الكريمة: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ) (الفرقان: 27) ليس مقصودًا بها عقبة ابن أبي معيط فقط، ولكن كل من ظلم نفسه، وتنكب الطريق السوي، وتحالف مع الشيطان، وترك طريق الرحمن، والتعبير القرآني في منتهى الدقة والإحكام، فالظالم يعض على يديه، فلا تكفيه يد واحدة يعض عليها، إنما هو يداول بين هذه وتلك، أو يجمع بينهما لشدة ما يعانيه من الندم المتمثل في عضه على اليدين. والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك، إن لم يصبك منه شيء أصابك منه ريحه، ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير، إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه" (رواه أبو داود).