من ناحية أخرى، وبسبب القلق المتزايد من الآثار الصحية والبيئية للضوء في الليل، أجريت دراسات واختبارات عدة حول التعرض الخاطئ للضوء وتأثيره في الساعة البيولوجية للجسم، بالتالي الأضرار الصحية الناشئة عنه، وبعضها يتمحور حول التلوث الضوئي أو ما يعرف بالآثار السلبية للضوء الاصطناعي. إذ يؤثر في مستوى إفراز الميلاتونين أو ما يعرف بهرمون النوم وعلى حركة العينين المغمضة أثناء النوم. إذ اتضح أن التعرّض لمدة ساعتين للضوء الأزرق في المساء يثبط الميلاتونين. تحت شعار ما أطال النوم عمراً - فيديو Dailymotion. وعلى الرغم من أن الإرشادات الخاصة بالعاملين ليلاً توصي بضرورة النوم في بيئة مظلمة نهاراً، إلا أن إحدى الدراسات أثبتت أن الإضاءة الساطعة بعد العمل الليلي لا تقلل من إفراز الميلاتونين في الليل. ومع هذا صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان أعمال الدوام الليلي في المجموعة الثانية من "المواد المسرطنة المحتملة للبشر" لأنها تنطوي على اضطراب يومي. بوم وديوك وعصافير أخرى وقد درجت تسمية الأشخاص الذين يفضلون الليل بالكائنات الليلية أو البوم لأنه طائر ليلي، أما النهاريون فيسمون ديوك أو عصافير مزقزقة لأنهم ينشطون مع طلوع الشمس، ويغلقون جفونهم مع قدوم الليل. تقول نجلاء فرح إنها تكره ضوء النهار كثيراً، لذلك لا يصل نور الشمس إلى غرفة نومها، فالستائر حاجبة بشكل كلّي للضوء الخارجي.
"أحب أن أتحكم بإضاءتي الخاصة، والضوء الأصفر يشعرني بالأمان والاستقرار". اختارت نجلاء أن يكون بيتها كلّه ذات إضاءة دافئة وحميمة. وتقول إن ضوء النهار يذكرها بأيام المدرسة، وعملها في المكتب لساعات طويلة. وبعد أن أصبحت تعمل عن بعد تحكمت بكل ما حولها، وألغت وجود الضوء الأزرق المتعب لعينيها، حتى أنها تستخدم نظارات خاصة تحجب اللون الأزرق كلياً وتحديداً أثناء متابعتها التلفزيون أو الهاتف. ما اطال النوم عمران. وتشير إلى أنها عانت من الأرق طويلاً واعتادت تناول المنومات وكان أصحابها يسمونها وطواطاً، إلى أن نصحتها إحدى صديقاتها بإلغاء التلفزيون في غرفة النوم، وإقفال الموبايل قبل ساعتين من النوم. تخبر أن الأمر احتاج شهراً واحداً "أقلعت فيه عن الضوء الأزرق والمنوم، وأصبحت أنام بهدوء ومن دون جهد، ما جعلني ألغي الإضاءة البيضاء والزرقاء من كامل المنزل". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في السياق ذاته، تقول لويزا كوماسو وهي عاملة منزلية إنها كائن ليلي، والصباح بالنسبة لها عقاب، ولا تحب ضوءه ولا صخبه. وتشعر أن الليل لها وحدها، حيث تستطيع أن ترمم ذاتها بهدوء. فتقرأ وتهتم بنفسها، وتفكر بنهارها على مهل.
مواضيع مشابهة تعتبر الحركة سرّ الحياة والنشاط، فلها تأثير إيجابي على جسم الإنسان والاحتفاظ بصحته وحيويته ونشاطه؛ بل وقايته من الكثير من الأمراض التي انتشرت في عصرنا بسبب قلّة الحركة والاعتماد على وسائل الراحة والرفاهية مثل السيارات، المصاعد الكهربائية، إضافة إلى الجلوس طويلاً أمام أجهزة الكمبيوتر ومشاهدة التليفزيون. الأمر الذي أدى إلى الإصابة بالعديد من الأمراض منها "السمنة والسكري وكذلك القلب وارتفاع الضغط ومشاكل مزمنة أخرى كالكبد الدهني". وأشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أنّ الجلوس لأكثر من 6 ساعات متصلة في اليوم دون حركة يعرّض الشخص للوفاة في سن مبكرة. تقول نورهان يوسف 16 عاماً "أنا أهتم بممارسة رياضة التنس". وتشعر بأنّها تُخرج كل طاقتها السلبية لتعود للمنزل وهي صافية الذهن مستعدة للمذاكرة بشكل جيد. ويروي الأستاذ مصطفى أحمد، 55 عاماً، على المعاش "منذ انتظامي بممارسة رياضة المشي ساعة يومياً أشعر بتحسّن في حالتي الصحية". معتبراً أنّ المشي من وجهة نظره لا يحتاج لمجهود عضلي مثل بقية الرياضات قائلاً إنّ الجلوس في المنزل وقلّة الحركة قد يزيدان من إصابته بالعديد من الأمراض. ما اطال النوم عمرا .. ولا قصر في الاعمار طول السهر. - عمر الخيام - حكم. يقول الدكتور أيمن كمال أبوالمجد، أستاذ جراحة القلب بقصر العيني: إذا كان المثل القائل (الكسل ألذ من العسل) فإنّ الحركة والنشاط هم الأهم للصحة وطول العمر.
وفي هذا الكتاب سيجد القارئ الكثير حول تغير مفاهيم النوم عبر مسيرة الزمان وتصاعد الحديث حول "قلة النوم والأرق" في كتابات مثقفين بالغرب خلال القرن التاسع عشر ليرتبط الأرق بالثورة الصناعية المتعاظمة حينئذ بكل ما أفضت له من تغيرات عميقة في بنية المجتمع ومدركات الفرد. ولئن اشتكى بعض الكتاب والأدباء سواء في الغرب أو الشرق بشدة من الأرق مثل الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي هنري دافيد ثورو الذي عاش في القرن التاسع عشر والكاتب المصري الراحل أنيس منصور الذي قضى منذ نحو ستة أعوام فإن "الساعة البيولوجية" كمصطلح ذاع وبات يتردد على الألسن منذ الإعلان عن جائزة نوبل للطب هذا العام مرتبطة بصورة وثيقة "بأنماط النوم" كما أن هذه "الساعة الداخلية" تؤثر على السلوك والمزاج العام للكائن الإنساني وغيره من الكائنات الحية. وكان العلماء الثلاثة جيفري هول ومايكل روسباش ومايكل يونج قد تمكنوا من "عزل الجين المتحكم في الساعة البيولوجية" ووصفوا طريقة عمله بدقة ضمن حلقات المنظومة التي تتألف منها وقائع هذه "الساعة المعجزة" فيما نوهت لجنة جائزة نوبل بأن نتائج الأبحاث التي عكف عليها هؤلاء العلماء لها تأثيرات كبيرة على صحتنا ورفاهيتنا".
لو كان عمر الخيام بيننا اليوم وقرأ هذا المقال، لأعاد صياغة شعره وقال: لعمري قد أطال النومُ عمرا.. وقصّر في الأعمار طول السهر سموم وهذا يعني أنك عندما لا تحصل على كفايتك من النوم، فإن هذه السموم تتجمع في دماغك وتعيق قدراتك العقلية والعصبية. وإذا ما كنت تعتقد أن النقاط السابقة ليست كافية لإقناعك بالنوم بشكل كاف -أي سبع ساعات على الأقل يوميا وربما أكثر حسب طبيعة جسمك- فنقدم لك قائمة بالأضرار التي تخلفها قلة النوم عليك: انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال وتراجع عدد الحيوانات المنوية. زيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري. اضطراب جهاز المناعة. ظهور علامات الكبر والشيخوخة على الجلد بشكل أسرع. تراجع الذاكرة. تهيج وعصبية. انخفاض القدرة على الإبداع. التوتر. زيادة احتمالية السمنة ، فالأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات يوميا أكثر عرضة بنسبة 30% للبدانة، مقارنة بمن ينامون من سبع إلى تسع ساعات يوميا. زيادة معدل نبضات القلب. زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب. زيادة احتمالية التعرض للسكتة الدماغية. لذلك على الأرجح لو كان عمر الخيام بيننا اليوم وقرأ هذا المقال، لأعاد صياغة شعره وقال "لعمري قد أطال النومُ عمرا.. وقصّر في الأعمار طول السهر".
تبين الدراسات أن الأثر السلبي لقة النوم عواقبها وخيمة مقارنة مع شخص يتناول الخمر بحيث يؤدي بعض المهام والأمور بشكل أفضل، ولديه قدرة على التركيز بشكل أكبر ممن يعاني من نقص النوم. كشفت الأبحاث أن خلايا الدماغ تحتاج إلى كمية جيدة من النوم، فعندما ينام الإنسان يبدأ الدماغ بالتخلص من البروتينات السامة من الخلايا العصبية التي تنتج أثناء نشاط الدماغ الطبيعي في فترة اليقظة، وهذه العملية لا تتم بشكل جيد إلا أثناء النوم. بالتالي فإنه إذا لم يتم الحصول على قدر كافي من النوم فإن السموم تتجمع في الدماغ، وتعيق القدرة العقلية والعصبي للإنسان. ومن الأضرار التي تسببها قلة النوم: تراجع عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال. ازدياد فرصة الإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية. اضطراب جهاز المناعة. ظهور علامات الشيخوخة مبكرا على البشرة. تراجع أداء الذاكرة والقدرة على التركيز. العصبية والهيجان والتوتر. انخفاض القدرة على الإبداع والابتكار. الإصابة بالسمنة، ومرض السرطان. ضعف مناعة الجسم. ارتفاع معدل نبضات القلب، زيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب، والتعرض للسكتة الدماغية.