masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

قال اني ذاهب الى ربي سيهدين

Saturday, 06-Jul-24 03:30:10 UTC

[ ص: 132] المسألة الرابعة: قوله تعالى: ( إني ذاهب إلى ربي) يدل على فساد تمسك المشبهة بقوله تعالى: ( إليه يصعد الكلم الطيب) [ فاطر: 10] لأن كلمة إلى موجودة في قوله: ( إني ذاهب إلى ربي) مع أنه لم يلزم أن يكون الإله موجودا في ذلك المكان ، فكذلك ههنا. واعلم أنه صلوات الله عليه لما هاجر إلى الأرض المقدسة أراد الولد فقال: ( هب لي من الصالحين) أي: هب لي بعض الصالحين ، يريد الولد ؛ لأن لفظ الهبة غلب في الولد ، وإن كان قد جاء في الأخ في قوله تعالى: ( ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) [ مريم: 53] وقال تعالى: ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب) [ الأنعام: 84] ( ووهبنا له يحيى) [ الأنبياء: 90] وقال علي بن أبي طالب لابن عباس رضي الله عنهم حين هنأه بولده: على أبي الأملاك شكرت الواهب ، وبورك لك في الموهوب ، ولذلك وقعت التسمية بهبة الله تعالى وبهبة الوهاب وبموهوب ووهب.

قوله: ( إني ذاهب إلى ربي ) وقوله: ( يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ) هل يحتاج إلى تأويل ؟ - الإسلام سؤال وجواب

الحمد لله. أولا: التأويل الذي يرفضه أهل السنة هو: صرف اللفظ عن معناه الظاهر ، إلى معنى مرجوح من غير دليل يقتضي ذلك ، بل لمجرد شبهات قامت بقلب المتأول ، كتأويل اليد بالقدرة، أو القوة، وتأويل الاستواء بالاستيلاء. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الصافات - قوله تعالى قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون - الجزء رقم11. والتأويل إذا اقتضاه المقام وقام عليه دليل فلا ينكر. ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) النحل/98 ، فإن ظاهره أن الاستعاذة تكون بعد القراءة، ودلت السنة على أن الاستعاذة قبل القراءة، فيكون المراد: فإذا أردت القراءة فاستعذ بالله. ولا دليل على امتناع حمل آيات الصفات على ظاهرها المتبادر من جهة اللسان العربي ، أو يستلزم تأويل شيء من الصفات؛ لأن التأويل فرع عن استحالة المعنى الحقيقي، أو أنه يلزم منه باطل، يتنزه الشرع عنه، كالتشبيه. ونصوص الشرع منزهة عن هذا الظن الفاسد وهو أنها توهم التشبيه؛ إذ لو أوهمت ذلك لم تكن حقا ونورا وبيانا، ولوجب على النبي صلى الله عليه وسلم تحذير أمته من هذه الظواهر، ولم يقع هذا، وتأخير البيان ممنوع، فدل على أن ظواهر النصوص حق لا توهم التشبيه. وحيث انتفت القرينة، تعين حمل الكلام على الحقيقة وهي الأصل.

إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الصافات - قوله تعالى قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون - الجزء رقم11

وهجرتها: تركها والبراءة منها ومن أهلها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه». أي ترك ما نهى الله عنه من الأعمال والأخلاق والأقوال والمآكل والمشارب المحرمة والنظر المحرم والسماع، كل هذه الأمور يجب هجرها والابتعاد عنها. ومن أنواع الهجرة هجر العصاة من الكفار والمشركين والمنافقين والفساق وذلك بالإبتعاد عنهم، قال الله تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} [المزمل:10] أي: اصبر على ما يقوله من كَذَّبك من سفهاء قومك: {وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} [المزمل:10] ومن أعظم أنواع الهجرة هجرة القلوب إلى الله تعالى بإخلاص العباده له في السر والعلانية، حتى لا يقصد المؤمن بقوله وعمله إلا وجه الله، ولا يحب إلا الله ومن يحبه الله، وكذلك الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباعه وتقديم طاعته والعمل بما جاء به. وبالجملة فهذه الهجرة هجرة إلى الكتاب والسنة من الشركيات والبدع والخرافات والمقالات والمذاهب المخالفة للكتاب والسنة. فتبين من هذا أن الهجرة أنواع هي: هجر أمكنة الكفر... وهجر الأشخاص الضالين... وهجر الأعمال والأقوال الباطلة.. وهجر المذاهب والأقوال والآراء المخالفة للكتاب والسنة.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أي: قيامك فجوزه سيبويه ومنعه الأخفش ، وزعم أن هذا لا يجوز إلا في الفعل المتعدي ، وذلك يدل على أن ما مع ما بعدها في تقدير المفعول عند الأخفش ، سلمنا أن ذلك قد يكون بمعنى المصدر ، لكنه أيضا قد يكون بمعنى المفعول ويدل عليه وجوه: الأول: قوله: ( أتعبدون ما تنحتون) والمراد بقوله: ( ما تنحتون) المنحوت لا النحت ؛ لأنهم ما عبدوا النحت وإنما عبدوا المنحوت ، فوجب أن يكون المراد بقوله: ( ما تعملون) المعمول لا العمل حتى يكون كل واحد من هذين اللفظين على وفق الآخر. والثاني: أنه تعالى قال: ( فإذا هي تلقف ما يأفكون) [ الأعراف: 117] وليس المراد أنها تلقف نفس الإفك ، بل أراد العصي والحبال التي هي متعلقات ذلك الإفك ، فكذا ههنا. الثالث: أن العرب تسمي محل العمل عملا يقال في الباب: والخاتم هذا عمل فلان ، والمراد محل عمله ، فثبت بهذه الوجوه الثلاثة أن لفظة ما مع بعدها كما تجيء بمعنى [ ص: 131] المصدر فقد تجيء أيضا بمعنى المفعول ، فكان حمله ههنا على المفعول أولى ؛ لأن المقصود في هذه الآية تزييف مذهبهم في عبادة الأصنام لا بيان أنهم لا يوجدون أفعال أنفسهم ؛ لأن الذي جرى ذكره في أول الآية إلى هذا الموضع هو مسألة عبادة الأصنام لا خلق الأعمال ، واعلم أن هذه السؤالات قوية وفي دلائلنا كثرة ، فالأولى ترك الاستدلال بهذه الآية والله أعلم.