ومن أجلها خلق الله -تعالى- العباد، وكلما زادت معرفة العبد بالله كانت عبادته أكمل، ولا تكون العبادة من دون التوحيد، فالتوحيد فطرة الله -تعالى- التي فطر الناس عليها، ولا يخالف هذه الفطرة إلا من عرض لفطرته عارض فأفسدها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: (كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه، أو يُنَصِّرانِه، أو يُمَجِّسانِه، كمثلِ البَهِيمَةِ تُنْتِجُ البَهِيمَةَ، هل ترى فيها جَدْعَاءَ). وغواية الشيطان قد تحرف الفطرة الإنسانية عن التوحيد، لكن التوحيد أصلٌ في الفطرة، والشرك طارئ عليها ظاهر البطلان بالفطرة السليمة والعقل الصحيح، والتوحيد شرط في النصر والتمكين والأمن والاهتداء، ويُقسّم الناس من خلاله إلى مؤمن وكافر، وهو شرط في دخول الجنة والنجاة من عذاب النار إجابة سؤال ما شروط الدعوة إلى التوحيد؟ ويكون الحل هو 1 – الإخلاص لله في دعوته 2 – اتباع سنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن كثير رحمه الله: ( يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين: الإنس والجن ، آمراً له أن يخبر الناس أن هذه سبيله أي طريقته ومسلكه وسنته ، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي).