في البداية نتصور أن علاقة شامل وعزة هي انعكاس ما لعلاقة ماهر وورد، ربما في سياق حياتي آخر، أو هكذا أرهصت المقدمات التي جمعت ما بين ورد وعزة في تاريخ طفولي وشبابي مشترك ومتداخل، قبل أن تشق كل منهن طريقها في الحياة. ولكن مع ترهل الإيقاع في الحلقات التي قضاها الثنائي الهارب في بيت الثنائي الفني، ومع استغراق الحكي داخل علاقة شامل وعزة، حتى أنها في بعض الحلقات حلت محل العلاقة الأساسية بين ورد وماهر، لم ينتبه صناع العمل إلى أن الصراع بهذه الطريقة لم يعد ساكنا وإنما ميت.
وإلى اليوم، إن سألتيني: (ماذا تعني لك؟) سأقول هي حبيبة وصديقة، وزوجة وأم أولادي" قاطعت العم علي مستغربة: "هو وافق على طول كده ازاي يعني؟" قال: "لأن الراجل الجد بيبان حتى لو ظروفه صعبة وأنا كنت جد". أنهيت خدمتي والتحقت بوظيفة. كنت أعمل ليلاً نهاراً. وسنة 79 تزوجنا، وقضينا شهر عسلنا ببور سعيد، في السنة اللي السادات منع فيها اللحمة"، يضيف عمو علي وهو يضحك. ويتابع: "الحياة بتتغير والظروف بتتغير بس الحب هيفضل هو الاهتمام الصادق واللا محدود مع شوية الغيرة اللذيذة وغير اللذيذة أيضاً. مرت سنين طويلة وتغيرت أشياء وانفصلنا أنا وهي قبل وفاتها بشهور قليلة في 2013. استمرينا ثلاثين سنة حدث بهم الكثير من الأشياء لا يمكن لأحد فهمها، لأن لكل علاقة خصوصيتها لا يمكن أن يفهمها إلا من يعيشها. وإلى اليوم، إن سألتيني: (ماذا تعني لك؟) سأقول هي حبيبة وصديقة، وزوجة وأم أولادي". هشام زكري (56 سنة)، مدرب تنمية بشرية. تجربتي بالزواج من مصر. حدثني كأنه ابن عشرين، ممتلئ بالطاقة والحيوية، يمازح ويلقي النكات، ويحكي عن المزيكا وعن فرقته الموسيقية حتى أنه دعاني لحفلة لها، وحذرني: "أنا تعليمي طول حياتي إنجلش ومفرداتي إنجلش فياريت متضايقيش مني في الكلام أو تقولي عليا بتفزلك".
وكنت أنظر لزملائي في الثانوية على أنهم تافهون. لا أستطيع أن أكوّن معهم حواراً أو صداقة، فكنت متحمساً جداً للجامعة لأن فيها أناساً يشبهونني". يضحك العم علي بصوت عالٍ ويكمل: "قال يعني اللي معايا في الجامعة مش همّ همّ اللي معايا في الثانوي". "وفي يوم 30 أذار/ مارس 1975 فوجئت بها في الكلية وخرجنا معاً. رحنا كازينو برج القاهرة وهناك قالتلي بحبك". تجربتي بالزواج من سوريه - موقع المحامي هيام جمعة افضل محامي زواج اجانب فى مصر. ويضيف: "سنة 73 دخلت الجامعة وقت حرب أكتوبر. دخلت كلية الآثار وكانت وقتها لسه تابعة لكلية الآداب. جت قعدتي جمب [سمارة] (ليس اسمها الحقيقي، ولكن هكذا يطلق عليها العم علي). كانت بنت مبهرة عكس أي بنت شفتها في عائلتي أو في حياتي، قوية ونشيطة وجريئة قطر كده مفيش حاجة بتوقفها، مكنتش البنت المكسورة اللي بنشوفها. وبدأ يبقى بينا شيء، كنت سعيد جداً وطاير بالإحساس الجديد اللي أنا حاسه. اعترفنا لبعضنا بالحب، ورغم أن هذه العلاقة أفادتني لأنها كانت مختلفة وجاءت في وقت كنت أربي نفسي فيه من جديد ثقافياً وروحياً وعلمياً، إلا أنها لم تستمر كثيراً ربما 4 شهور. وذلك لأنّ سمارة شعرت أن حياتها تختلف عن حياتي، هي عايزة تنطلق وتسافر وتجري، وأنا كنت بحبها، وبحب واحدة يعني هتجوزها ونستقر هو كده، ففضلت أن ننفصل لأنها لم تكن تفكر بالزواج، وإلى يومنا هذا أنا وهي أصدقاء جداً جداً".
في كسل واضح يضاف إلى فقدان بوصلة الرحلة التي جاءت من الشمال، ثم ركنت في مصر الوسطى دون أن تستكمل طريقها إلى الجنوب كما وعدتنا حتى الآن، رغم اقتراب الحلقات من نهايتها، ومع شعور بأن الرحلة سوف تنتهي نهاية مآساوية يفقد فيها الطفل رحيم حياته كعقاب تراجيدي للبطل الضد ماهر وزوجته. الدرس المستفاد لا يمكن أن تمنع متفرجاً من أن يرفع سقف توقعاته بناء على خبراته السابقة مع صناع الأعمال الفنية، شرائح كثيرة كانت في انتظار عمل جديد للمخرج محمد ياسين، وشرائح أكثر كانت في انتظار ثمرة تعاونه مع محمد رمضان الذي لا ينتمي كل منهم إلى عوالم الآخر. وفي النهاية خسرت غالبية الشرائح رهانها على تجربة مختلفة، وتوجت الحالة الدرامية بالكثير من الإخفاقات، خاصة مع افتعال مواقف مثل شجار عزة وماهر واتهام عزة أن ماهر يراودها عن نفسها لمجرد أن تطرده من البيت، ومثل استسلام ابنة تاجر الآثار لارتياحها غير المبرر تجاه ماهر تحت شعار (أصلنا بلديات والدم بيحن)! تجربتي بالزواج من مصر - إيجي برس. ولكن أكبر الخسارات هي التي منيت بها صناعة الدراما التليفزيونية، حيث فشلت مجموعة العمل في خلق حالة متجانسة ومختلفة تحتوي على جينات مميزة من التجارب غير المتشابهة، وبدلاً من إنجاز كائن درامي (سوبر) ظهر هذا الهجين المشوه ليصبح حجة لدى العديد من الصناع في المواسم القادمة، لكي يظل كل منهم يدور في فلكه الضيق، ويستهلك أنماطه المحدودة بدلاً من خوض المغامرات التي لو فشلت إحداها فربما تنجح أخرى.