ويقول رواة الشعر العربي القديم أن كثير عزة هو احد عشاق العرب البارزين و هو شاعر أهل الحجاز في عصره. ويقدمون له صوره وصفية طريفة فهو قصير شديد القصر ثم يضيفون أنه كثير الاعتزاز بنفسه كثير العجب و الزهو و الخيلاء حتى أن الناس كانوا يجيئونه من الوراء فيأخذون رداءه فلا يلتفت من الكبر. وكان خلفاء بنى أمية (وفى مقدمتهم عبد الملك بن مروان) شديدي الإعجاب بشعره خاصة مدائحه. #3 شرح إضافي - ترى الرجل النحيف فتزدريه** وفي أثوابه أسد هصور عندما تنظر إلى رجل نحيف فإنك تحسبه ضعيفا وتستخف به, لكن هذا النحيل قد يخفي داخل جسمه الضئيل قلبا قويا وشجاعة وجرأة تفوق الآخرين. - ويعجبك الطرير إذا تراه** فيخلف ظنك الرجل الطرير وفي المقابل, عندما تنظر إلى من يعجبك مظهره الرجولي الحسن فإنك تقدره ويرتفع شأنه في نظرك, ولكنك تمتحنه أحيانا فتكتشف زيف هذه المظاهر وضعف صاحبها وهُزالة أخلاقه, فيخيب ظنك به. - بغاث الطير أطولها رقابا** ولم تطل البزاة ولا الصقور وهكذا.. لو كانت العبرة بالمظهر, وقيمة الشيء وحقيقته في مظهره الخارجي لما كانت أطول الطيور أعناقا هي أضعفها, ولما قصرت كذلك الصقور والبزاة التي هي أقوى الطيور. إذ لم يكسب الطول ضعاف الطيور قوة, ولم ينقص القصر الطيور القوية شيئا من قوتها.