معنى لايلاف قريش، ان عدد آيات سورة قريش هو أربعة (4) أيات، ولقد نزلت سورة قريش في مكة هي سورة مكية، ومن حيث الترتيب لسورة قريش في القرآن الكريم هو 106 في القرآن الكريم، وان أهمية هذه السورة كبيرة، لهذا يتم البحث عن تفسير للآيات الكريمة في هذه السورة، واننا سوف نتناول في موضوع مقالة ما تفسير سورة قريش وسبب نزولها لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إيلافهم رِحْلَةَ الشِّتَاءِ. ما معنى ايلاف قريش ان معنى لإيلاف قريش هو اسم مشتق من الفعل آلف، وآلف هو الشيء بمعنى ألزمه وآلفت الموضع أؤلفه إلافا، اعتده ولزمته وألفته، ومن الممكن أيضا أن يأتي المعنى من الألفة والاعتياد على الشيء، أي ألف الشيء أي أحبه، بالإضافة على ذلك يعتبر أيضا معنى إضافي وهو التهيئة والإعداد، أما معنى قريش حيث ان قريش تعتبر من أشهر قبائل الجزيرة العربية، والتي كان ينتمي إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، أما تفسير قوله تعالى: ﴿ إِيلافِهِمْ ﴾، قوله: " إيلافهم " عوضا عن ﴿ إيلاف قريش ﴾ ويقال أنه أيضا: توكيد لفظ. سبب نزول سورة قريش لقد نزلت سورة قريش في قبيلة قريش وهي تعتبر من اشهر قبائل الجزيرة العربية، حيث نزلت كذلك لذكر نعم الله عز وجل عليهم، ومن ثم كيف أمن الله هذه القبيلة من الخوف وأطعمهم من جوع، اكان أثناء مقامهم بجوار الكعبة أو أثناء رحلاتهم التجارية.
من سور القرآن الكريم التي تتكرر على أسماعنا ونحن بحاجة إلى تدبرها ومعرفة ما فيها من الحكم والفوائد الجليلة سورة قريش، قَالَ تَعَالَى: ﴿ لإِيلاَفِ قُرَيْش * إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْف * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْف ﴾ [قريش: 1-4]. هذه السورة لها صلة بالسورة التي قبلها وهي سورة الفيل، إذ إن سورة الفيل بيان منة الله عزَّ وجلَّ على أهل مكة بما فعل بأصحاب الفيل الذين قصدوا مكة لهدم الكعبة، فبين الله في هذه السورة نعمة أخرى كبيرة على أهل مكة وهي رحلة الشتاء والصيف.
معنى الاسم إيلاف اسم مشتق من الفعل آلف، وآلف الشيء تعني ألزمه، كما يمكن أن يأتي المعنى من الألفة، أيّ ألف الشيء وأحبه، بالإضافة لمعنى آخر وهو التهيئة والإعداد. في عهد قريش تم عقد معاهدة تجارية مع القبائل العربية التي تقيم في مكة وبلاد الشام واليمن، وأسموها بمعاهدة إيلاف. حيث كانت لتأمين قوافل قريش عندما تسير في أراضي تلك البلاد، ومعناها هنا أن تؤلف قريش رحلاتها أي تكون متصلة وغير متقطعة. كما قد ذُكِر اسم إيلاف في القرآن الكريم بسورة قريش، حيث يقول الله تعالى: (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ)..
قال ابن زيد: "كانت العرب يغير بعضها على بعض ويسبي بعضها من بعض، فأمنت قريش من ذلك لمكان الحرم، ثم قرأ قَولَهُ تَعَالَى: ﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا ﴾ [القصص: 57] ومن فوائد السورة الكريمة: أولًا: أن نعم الله على عباده كثيرة ومن أعظمها بعد الإيمان: الأمن والغذاء، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار ﴾ [إبراهيم: 34]. وقال تعالى ممتنًّا على عباده بنعمة الغذاء: ﴿ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِه * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُم ﴾ [عبس: 24-32]. وقال تعالى ممتنًّا على عباده بنعمة الأمن: ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون ﴾ [الأنعام: 82]. وقال تعالى ممتنًّا على أهل سبأ بهذه النعمة: ﴿ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِين ﴾ [سبأ: 18].
من مكة للتجارة وذلك أن الحرم واد جديب لا زرع فيه ولا ضرع فكانت قريش تعيش فيه بالتجارة، وكانت لهم في كل سنة رحلتان للتجارة رحلة في الشتاء إلى اليمن ورحلة بالصيف إلى الشام ، وكانوا يعيشون بذلك وكان الناس يحترمونهم لمكان البيت الحرام فلا يتعرضون لهم بقطع طريقهم أو الإغارة على بلدهم الآمن. وقوله: " لايلاف قريش " اللام فيه للتعليل، وفاعل الايلاف هو الله سبحانه وقريش مفعوله الأول ومفعوله الثاني محذوف يدل عليه ما بعده، وقوله: " إيلافهم رحلة الشتاء والصيف " بدل من إيلاف قريش، وفاعل إيلافهم هو الله ومفعوله الأول ضمير الجمع ومفعوله الثاني رحلة الخ، والتقدير لايلاف الله قريشا رحلة الشتاء والصيف. قوله تعالى: " فليعبدوا رب هذا البيت " الفاء في " فليعبدوا " لتوهم معنى الشرط أي أي شئ كان فليعبدوا رب هذا البيت لايلافه أيام الرحلتين أو لتوهم التفصيل أي مهما يكن من شئ فليعبدوا رب هذا البيت الخ، فهو كقوله تعالى: " ولربك فاصبر " المدثر: 7. ومحصل معنى الآيات الثلاث ليعبد قريش رب هذا البيت لأجل إيلافه إياهم رحلة الشتاء والصيف وهم عائشون بذلك في أمن. هذا بالنظر إلى كون السورة منفصلة عما قبلها ذات سياق مستقل في نفسها، وأما على تقدير كونها جزء من سورة الفيل متممة لها فذكروا أن اللام في " لايلاف " تعليلية متعلقة بمقدر يدل عليه المقام والمعنى فعلنا ذلك بأصحاب الفيل نعمة منا على قريش مضافة إلى نعمتنا عليهم في رحلة الشتاء والصيف فكأنه قال: نعمة إلى نعمة ولذا قيل: إن اللام مؤدية معنى إلى وهو قول الفراء.