03-11-2009, 09:42 PM كفى بالموت واعظاً.............................................. كفي بالموت واعظا يا عمر. الموت وعلامتة من علامات حضور الموت:- 1- رؤيا المحتَضَر لمَلكِ الموتِ ، فإن كان من أهل السعادة فإنه يرى ملك الموت في صورة حسنة ويرى ملائكة الرحمة بيض الوجوه ، معهم أكفان من الجنة وحنوط من الجنة ، يجلسون منه مد البصر ، ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول: يا فلان أبشر برضى الله عليك ، فيرى منزلته في الجنة ، ثم يقول ملك الموت: يأيتها النفس الطيبة: اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان. وأما إن كان من أهل الشقاوة فإنه يرى ملك الموت في صورة أخرى ، ويرى ملائكة العذاب سود الوجوه ، معهم أكفان من النار ، وحنوط من النار ، ثم يأتي ملك الموت ويجلس عند رأسه ، ويبشره بسخط الله عليه ، ويرى منزلته من النار ، ويقول ملك الموت: اخرجي أيتها النفس الخبيثة ، أبشري بسخط من الله وغضب. 2- بهذه الحالة عندما يرى المحتضر ملك الموت يحصل له انهيار القوى ، وعدم المقاومة ، والاستسلام لليقين ، فيحصل لديه الغثيان ، وتحصل لديه السكرات والعبرات ، وعدم الاستعداد للكلام ، فهو يسمع ولا يستطيع أن يرد ، ويرى فلا يستطيع أن يعبر ، ويحصل لديه ارتباك القلب ، وعدم انتظام ضرباته ، فيصحو أحياناً ويغفو أحياناً من شدة سكرات الموت.
كأنَّ أهلك قـد دعـوك فلم تسمعْ وأنت محشرجُ الصدرِ وكأنهم قد قلبـــوك على ظهر السرير وأنت لا تدري وكأنهـم قــد زودوك بما يتزود الهلكى من العــطرِ يا ليت شعريَ كيف أنت إذا غُسِّلتَ بالكافور والسـدرِ أو ليت شعريَ كيف أنت نعش الضريح وظلمة القبـرِ فجدير بمن الموتُ مصرعهُ، والتراب مضجعه، والدود أنيسه، ومنكر ونكير جليسه، والقبر مقره، وبطن الأرض مستقره؛ والقيامة موعده، والجنة أو النار مورده، أنْ لا يكون له فكرٌ إلا الموت، ولا ذكرٌ إلا له، ولا استعدادٌ إلا لأجله. وحقيقٌ بأن يَعدَّ نفسه من الموتى؛ ويراها من أصحاب القبور؛ فإن كل ما هو آت قريب. تأمل يا عبد الله: إن مشهد الموت هو المشهد الذي ينتهي إليه كلُّ حي؛ والذي لا يدفعه عن نفسه ولا عن غيره حي. الموت الذي يفرق بين الأحبة؛ ويمضي في طريقه ولا يتوقف؛ لا يستجيب لصرخة ملهوف؛ ولا لحسرة مفارق؛ ولا لرغبة راغب؛ ولا لخوف خائف؛ ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد). الموت الذي به يُصرع الجبابرة، ويُقهر به المتسلطون؛ كما يقهر به المستضعفون. كفى بالموت واعظا يا عمر. الموت الذي لا حيلة للبشر فيه؛ وهم مع ذلك لا يتدبرون القوة التي تجريه. وحين تبلغ الروحُ التراقي، يكون النـزع الأخير؛ وتكون السكرات المذهلة؛ ويكون الكرب الذي تزوغ منه الأبصار؛ ويتلفت الحاضرون حول المحتضر؛ يتلمسون حيلة أو وسيلة لاستنقاذ روح المكروب ( وقيل منْ راق)؛ لعل رقية تفيده من السكرات والنـزع؛( والتفّت الساق بالساق)؛ وبطلت كل حيلة؛ وعجزت كل وسيلة؛ وتبين الطريق الواحد الذي يسابق إليه كل حيْ.
حفظكم الله وأحسن خواتيمكم ورزقكم قوة الإيمان. رحم الله متاكم وموتى المسلمين. وصل اللهم على نبينا محمد ومن والاهم.
هل أعددنا لأنفسنا زاداً يبلغنا الغاية؛ أم لا نزال بالتسويف والأمنيات حتى يبغتنا الأجل. كفى بالموت واعظاً .............................................. - عيون العرب - ملتقى العالم العربي. إن الكيس الفطن من أعد لسفره عدته؛ وجهز لرحيله مؤنته؛ ثم بعد ذلك يرجو رحمة الله وعفوه ومغفرته. كلنا سنرحل عن هذه الدنيا؛ ولكن هل عملنا لما بعد الموت؟! كل الناس يغدو؛ فبائع نفسه فموبقها أو معتقها؛ ( كلا إذا بلغت التراقي* وقيل من راق* وظنّ أنه الفراق * والتفّت الساق بالساق* إلى ربك يومئذٍ المساق). نسأل الله أن يرحمنا برحمته؛ وأن يغفر ذنوبنا، ويستر عيوبنا..