في عام 1974، أطلق أحد الباحثين اسم «Blindsight» على الظاهرة التي يظل فيها المريض المصاب بالعمى القشري (Cortical Blindness)، أي العمى بمعناه التقليدي، قادرًا على الاستجابة لمحفزات بصرية رغم فقدانه الرؤية الواعية، فهو لا يستطيع مشاهدة فيلم أو قراءة كتاب، لكنه قادر على تحديد مكان الأضواء المبهرة أمامه إلى حد كبير، ويُعتقد أن هؤلاء المرضى يستطيعون رصد بعض الحركات والمشاعر المرتسمة على الوجوه. يرصد الدماغ البشري أكثر مما نعيه أو نعتقد أننا نراه، فالشخص الذي رصدته بطرف عينك يتطلع إليك، التقطه نظام رصد النظرات في دماغك رغم أنك لم تلحظ وجوده بشكل واعٍ. هذا ما أكدته دراسة حالة أُجريت عام 2013 على مريض مصاب بالعمى. أشعر أن الناس يراقبونني. فرغم عجزه عن الرؤية، يظل الدماغ يتلقى مُدخلات من العينين عبر مناطق أخرى ما زالت تعمل بشكل طبيعي، فيظل قادرًا على الاستجابة للمعلومات التي تستقبلها العينان، وتعالجها مناطق أخرى من المخ غير القشرة البصرية المصابة. في الدراسة تلك، عُرضت صور لوجوه عدة على المريض، كان بعضها يتطلع بعينيه مباشرةً إليه، والآخر إلى اليمين أو اليسار. ورغم عدم قدرة المريض على التعبير عما يراه، لوحظ ارتفاع نشاط اللوزة الدماغية (Amygdala)، وهي الجزء من الدماغ المسؤول عن التعامل مع التهديدات والإثارة، عندما عُرضت عليه صور لأشخاص ينظرون في اتجاهه، فكأنه كان يشعر أنهم يتطلعون إليه.
04/04/2020 أخطر الأطعمة التي يأكلها البشر في العالم 07/03/2020 ما هي الأصوات الوهمية التي نسمعها داخل رأسنا؟ 04/03/2020 ما هو تطبيق Family link من جوجل لحماية الأطفال من التصفح الضار؟
عندما تغادر المعلومات البصرية العين، تذهب إلى ما لا يقل عن 10 مناطق مختلفة في المخ. فإذا كانت القشرة البصرية تدعم الرؤية الواعية، فتُحلل الألوان والتفاصيل لنرى العالم كما نراه، فإن أجزاء أخرى في المخ تعالج معلومات أخرى، وتعمل حتى إن لم نكن واعين لما تفعله. يرصد المخ البشري أكثر مما نعيه أو نعتقد أننا نراه، فذلك الشخص الذي رصدته من طرف عينك يتطلع إليك التقطه نظام رصد النظرات في مخك، رغم أنك لم تلحظ وجوده بشكل واعٍ. سلي صيامك| لماذا تشعر أحيانا بأن شخص ما يراقبك؟ | مصراوى. قد يعجبك أيضًا: التطور والواقع: هل نرى ما نرى فعلًا؟ 2. لأنك تعتقد أن أحدهم ينظر إليك الصورة: Tim Gouw قد يرجع سبب شعورك بأن أحدهم يتطلع إليك بإصرار إلى تفكيرك. كان العالِم النفسي « إدوارد تيتشنر » من أوائل من تحدثوا عن هذا في مطلع القرن العشرين، حين كتب مقالًا طويلًا عنوانه «الشعور بأن أحدهم يحدق إليك»، زعم فيه أن تفكيرك في قدمك مثلًا يجعلك تشعر بشكل مكثف ومُلِح بذلك العضو، وبالمثل، رأى أنك تزرع ذلك الشعور بالمراقبة في خيالك بيديك. ذلك الشعور بالمراقبة يمكن تفسيره، بحسب تيتشنر، عن طريق «النبوءة التي تحقق ذاتها» (self-fulfilling Prophecy)، فإذا انتابك شعور بأنك مراقب وأنت تقف أمام جمع غفير، فإن تمَلمُلك أو الحركات العصبية التي قد تصدر عنك ستجذب إليك الانتباه، وبذلك فإن شعورك بالمراقبة يكون قد تحقق فعلًا، لكنك سببه.
وكالات - الاقتصادي - الشعور بالمراقبة مألوفٌ لدى الجميع تقريبًا، وله تفسيرٌ علمي كذلك! وفق دراسات علمية في هذا الخصوص، فإن شعور الإنسان المستمر بوجود من يراقبه نابعٌ من افتراض الدماغ البشري أن هناك من يتتبعه حتى لو لم يكن هناك دليلٌ على ذلك! ويقترح العلماء أن السبب في خلق هذا الشعور في الدماغ يهدف إلى جعل الجسم بكافة حواسه على أتم الاستعداد للتفاعل مع ما يُمكن أن يحدث قبل حدوثه. البروفيسور كولين كليفورد، وهو خبيرٌ في الرؤية في مركز الرؤية بجامعة سيدني، يعتبر أن شعونا بأن الآخرين يحدقون بنا من الآليات الدفاعية التي يقوم بها الدماغ البشري. فالنظرة المُباشرة تُشير عادةً إلى الهيمنة أو التهديد، وإن كانت العين البشرية ترى تهديدًا مُحتملًا، فلن يُفوِّت الدماغ أي فرصة لجعل الجسم في حالة تأهب. لذلك، من أبسط الاستراتيجيات للدفاع عن الجسم، هي افتراض أن أحدًا ما يُراقبه أثناء السير أو الجلوس في مكان عدا المنزل. وفي دراسة أجراها فريق مختص بقيادة البروفيسور كليفورد، فإننا عادةً ما نتفقد اتجاه نظرات الناس وعيونهم للتحقق إن كان شخصٌ ما يُراقبنا. مع ذلك، وجدت الدراسة أنه في حالة صعوبة متابعة نظرات الآخرين بسبب الظلام أو ارتدائهم لنظارات شمسية، فإن الدماغ يفترض ما بعد ذلك من احتمال حدوث مكروه.