قلت: وهذا سند صحيح إلى ابن جريج ، فإن سعيد بن سالم هو القداح ، قال فيه ابن معين: ثقة ، وقال النسائي: ليس به بأس ، وقال أبو حاتم: محله الصدق. وقال ابن عدي: حسن الحديث ، وأحاديثه مستقيمة ، ورأيت الشافعي كثير الرواية عنه ، كتب عنه بمكة عن ابن جريج ، وهو عندي صدوق ، لا بأس به ، مقبول الحديث. انظر: "تهذيب التهذيب" (4/35). إلا أن ابن جريج – وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج – من الذين عاصروا صغار التابعين ، توفي سنة (150هـ) فروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم معضلة ، والحديث المعضل من أقسام الحديث الضعيف وهو ما سقط من إسناده راويان فأكثر على التوالي. دعاء رؤية الكعبة | دعاء زيارة الكعبة مكتوب. ولهذا قال البيهقي: " هذا منقطع ، وله شاهد مرسل " انتهى. وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/526): " وهو معضل فيما بين ابن جريج والنبي صلى الله عليه وسلم ، قال الشافعي بعد أن أورده: ليس في رفع اليدين عند رؤية البيت شيء ، فلا أكرهه ، ولا أستحبه. فأجبتها: ليس هناك دعاء معينا عند رؤية الكعبة والدعاء في الطواف أو في السجود أو في جوف الليل أحرى للإجابة وأقرب لها وفي المُلتَـزَم أقرب لإجابة الدعاء إذا أمكن ذلك دون مزاحمة من النساء للرجال والمُلتَزم هو مابين الحجر الأسود إلى باب الكعبة وسُمّي كذلك لأنهم كانوا يلتزمونه بصدورهم وأيديهم وثبت - من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُلزِق صدره ووجهـه بالمُلتَزَم.
(اللهُمَّ زِدْ هذا البيتَ تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابةً وزِدْ مَن شرَّفَهُ وَعَظَّمَهُ ممن حَجَّه أو اعْتَمَرَه تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبِرًّا). (اللهم هذا حَرَمُكَ وَأَمْنُكَ فحرّمْني على النارِ وَآمِنّي من عذابِكَ يَوْمَ تبعثُ عبادَكَ واجْعلني من أوليائِك وأَهلِ طاعتِكَ). كل الدعاء في مكة المكرمة وتحديداً عن الكعبة المشرفة مستحب ومستجاب، فيشرع للمسلمين رفع أيديهم والتضرع إلى المولى عز وجل والإلحاح بالدعاء، وسؤاله بكل ما تخفيه قلوبهم من خير هذه الدنيا والدار الآخرة، فالدعاء فيها مستجاب لا محال.
شاهد أيضاً: دعاء تسهيل البيع