وردت آية واعبد ربك حتى يأتيك اليقين في سورة الحجر، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تناولت قصة أصحاب الحجر فيها. وقد اختلف العلماء في تفسير معنى اليقين في آية ((واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)). ولذلك سنتناول معكم اليوم كافة المعلومات الخاصة بتفسير هذه الآية. واعبد ربك حتى اليقين في أي سورة ورد ذكر هذه الآية الكريمة «فسبح بحمد ربك وكن من السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ». في سورة الحجر، بالتحديد آية رقم 99، في الصفحة رقم 267 من صفحات المصحف. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين إعراب منَّ الضروري معرفة إعراب كلمات آيات القرآن حتى يسهل معرفة معنى كل كلمة بالتحديد وأحكام ترتيلها وتجويدها. ولذلك نقدم لك إعراب آية: «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين». و اعبد: الواو حرف عطف. اعبد: فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره. قال الله تعالى ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )....... دليل على توحيد - موقع المتقدم. الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. جملة "اعبد ربك حتى" جملة في محل جزم لأنها معطوفة على جملة وكن من الساجدين. ربك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. حتى: حرف غايةٍ وجر. يأتيك: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ خريطة طريق المسلم أيها المسلم، لو أردت الحياة الإيمانية ورغبت فيها، لحصلتَ عليها؛ فلا تقتصر على سب الظلام، لكن دعْ نور الإيمان الذي نبت في قلبك وبزغ في صدرك ينير طريقك: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]. هذه الآية العظيمة تضع للمسلم خريطة طريق حياته، حيث تفيض علينا بالعديد من الفوائد التربوية التي يجب على المسلم أن يضعها نُصب عينيه، ويتمسك بها، ويعض عليها بالنواجذ، حتى يلقى الله عز وجل. خطبة حول معنى قوله تعالى ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. فوائد تنير للمسلم طريق حياته في ظلمة مطبقة من تراكم هموم الدنيا ومغرياتها، وتَعصمه من الزلل والوقوع في منعطفات الطريق، وتقيه من الضياع في فيافي الحياة الموحشة المقفرة. إن أول هذه الفوائد التربوية أن للمسلم غاية واحدة واضحة وضوح الشمس في صفحة السماء، لا يرى سواها ولا يحيد عنها ، وهذه الغاية قد حدَّدها لنا ربنا في الآية بقوله: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ"، وقوله: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]. ثانيًا: أخي المسلم، دقِّق معي في قول الله في الآية: "رَبَّكَ"، فهل لك رب سواه؟ هذه مشكلة الكثير من الناس الذين اتخذوا أربابًا من دون الله: ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف: 106].
وهذا كفر وضلال وجهل ، فإن الأنبياء - عليهم السلام - كانوا هم وأصحابهم أعلم الناس بالله وأعرفهم بحقوقه وصفاته ، وما يستحق من التعظيم ، وكانوا مع هذا أعبد الناس وأكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل الخيرات إلى حين الوفاة. وإنما المراد باليقين هاهنا الموت ، كما قدمناه. ولله الحمد والمنة ، والحمد لله على الهداية ، وعليه الاستعانة والتوكل ، وهو المسئول أن يتوفانا على أكمل الأحوال وأحسنها [ فإنه جواد كريم] [ وحسبنا الله ونعم الوكيل]
فاللهُ يحفظُكَ عن الحرامِ، ويُعطِيكَ سُؤْلَكَ، ويُعِيذكَ من الشَّيطانِ إذا ازْدَدتَ مِنهُ تَقَرُّبَاً.
إنَّ ربَّكَ عادلٌ يا صديقي، عادلٌ كثيرًا، فهو معك أينما حططْتَ وأينما رحلْتَ. فهو يسهّل أمورَك وأنتَ لا تعلم، ويهيئ لكَ الأسباب والأشخاص وأنتَ لا تعلم، ويشدّ من عضدك وأنتَ لا تعلم، ويكتبُ لكَ السعادةَ وأنتَ لا تعلم. " وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" وقعَتْ على مَسْمعي بطريقةٍ لطيفةٍ هدّأَتْ من روْعي، وطمأنَتْ قلبي، وأنزلَتْ السكينةَ على نفسي، وترتّبتِ الأمورُ في نظري، وتجلّتِ الحقائقُ، وعرَفْتُ نفسي، واستغنيْتُ عن كلِّ عبادِ الله، لكنّي كنْتُ غنيّةً بالله فقط. " وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ". ذاك اليقين الذي يجعلك تشعرُ أنَّ كلَّ شيء سيُمسي واقعًا. والتعبُ كلّه سيهون. صحيحٌ أنّكَ بكيتَ كثيرا، وصحيحٌ أنّكَ تشعرُ بالثّقلِ كثيرًا. ولكنّ آيةً ما تأتي من بعيد وتطمئنك، آية دافئة: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ". فاصبرْ صبْرًا جميلًا ولا تكنْ بدعاءِ ربّكَ شقيًّا.