روى لي أبي هذه القصة الطريفة عنه: كان بين السعودية والأردن إشكالات حدودية في عهده – الأمر الذي استلزم زيارات متعددة لأبي حنيك من الجانب السعودي... من أهزلها وأطرفها كان اعتذاره لأحد رؤساء المنافذ السعودية من عدم القيام بواجب الضيافة العربية للوفد السعودي - إبّان زيارة هذا الوفد التي قد صادفت شهر رمضان ؛ فقال حين توديعه لهم معتذراً بلهجة نجدية قحّة: "والله كان ودّنا ضيّفناكم وغديناكم ؛ ولكن جيّتكم وافقت هالشهر المبروك "!! من طرافة أبي حنيك أنّه قد مارس اللؤم الإنجليزي حتى مع بني جلدته الإنجليز ؛ إذْ يُقال بأنّ حكومته قد أرسلت له ضابطاً ليتولى المهمة مكانه! قام أبو حنيك باستضافة ذلكم الضابط في كبد الصحراء ، ثم طلب من مرافقيه ( العرب) أن يصنعوا لهم " خبزة نار " وأن يدفنوها بعد ذلك في التراب والمليلة ( الرماد) وأن يجلبوا الماء من وحلِ خَبرةٍ ( بحيرة المطر) كانت بالجوار منهم ، ثم قدّم هذا الغداء الترابي للضابط الجديد " هنيئاً مريئا "! الله يلعن ابوك الشيطان الرجيم - YouTube. غنيٌ عن الذكر بأنّ الضابط قد طلب إعفاءه من هذه الحياة القاسية والمهمة الصعبة ؛ وعاد بعدها على الفور إلى الماء والخضرة والوجه المليء بالنمش! والخلاصة الأهم عندي ؛ هي قول أبي: الله يلعن أبوك يا فارس :) آيدن.
حسنه الألباني. فمن قال تلك الكلمة المسئول عنها: يلعن خيره ـ لا يأمن من أن ينال الشيء الملعون شيئا يستدعي هجرا كما في الدابة المذكورة في حديث مسلم، أو ترجع اللعنة عليه كما في حديث أبي داود هذا، ولا يلزم من قول: يلعن خيره ـ ما يقتضي كفر اللاعن ولا الملعون خيره، لأن اللاعن لم يتقول على الله، إذ لم يسند اللعن إليه، كما نوه إليه الإمام الغزالي آنفا، ولأن الملعون لم يأت ما يوجب كفره، ومجرد الإعجاب بالشخص أو الإخبار عن خيره بالهلاك لا يقتضي كفره، ولأن النّبيّ ـ صَلَى اللّه عليه وسَلّم ـ قال: لعن المؤمن كقتله. متفق عليه. يلعن ابوك احبك - قاسي ما يرحم قلبك / جديد اياد مشعل 2019 - YouTube. وقتل المؤمن وهو المشبه به ليس كفرا، فكيف بالأدنى وهو اللعن، وهو المشبه؟ وإنما نص العلماء على كفر من لعن نبيا أو رسولا، كما في المناهي اللفظية للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ، أما الكفر بلعن جماد: فلم نقف على قائل به. والله أعلم.
وهو المستعرب الذي أسمى ابنه باسم عربي فصيح ( فارس)! لكن؛ وبالرغم من شخصية هذا المتصرف البريطاني المشبوهة والبغيضة لدى العرب: إلاّ أنّه كان حالة استثنائية قد لقيت منهم بعض استساغة نفسية: وذلك بسبب جوانب أخرى كانت مرتبطةً في شخصيته وسلوكه! أذكر بأن حديثاً قد دارَ عن الصاحب ( أحد ألقاب أبي حنيك) في حضرة من والدي وبوجود كهل أردني... فقال هذا الكهل ضاحكاً بألم ، ومقاطعاً باستظراف: " يا ولدي.. زوجي يلعن أبوي - عالم حواء. مالك ومال أبو فارس "! مشاعر العرب تجاه رؤساء المحتل لأراضيهم تعتبر متشابهة جداً ( نابليون – كليبر – كرومر – بريمر) ومستنسخة من حيث البغض والانكفاء والقشعريرة النفسية: إلاّ أبا حنيك هذا ؛ فعلاقتهم به تحمل حيثيات طريفة ، يتمازج فيها البغض الشديد مع الاستلطاف القليل! نعم ؛ فالعرب الذين قد عايشوا هذا اللعين يُبغضونه جداً... ويستملحونه أحياناً! لعلّ السبب يرجع إلى شخصيتهم وشخصيته: فأبو حنيك كان شخصيةً اجتماعية ، ولئيمة ، وذكية ، وتعرف مواطن الهزّة العاطفية في ضمائر العرب! كما أنّ هؤلاء العرب هم الذين قد أطلقوا عليه اسم " أبو حنيك " وذلك لميل ٍكان في حنكه ( فكه) السفلي من رصاصةٍ كانت قد أصابته في هذا الحنك ؛ فجعلته مائلا.
تاريخ النشر: الجمعة 21 ذو الحجة 1434 هـ - 25-10-2013 م التقييم: رقم الفتوى: 224746 26342 0 289 السؤال ما حكم قول: يلعن خيره؟ وما معناها؟ وهل تصل إلى الكفر؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: اللَّعْنُ: الإِبْعادُ والطَّرْد مِنَ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: الطَّرْد والإِبعادُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنَ الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء ـ قاله ابن منظور في اللسان. وفي الموسوعة الفقهية: ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي. الله يلعن ابوك عمي ابو خالد. وهو كذلك، فقد قال الشيخ بكر في المناهي اللفظية: وفي الشرع: الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى. والخير ضد الشر، وهذا التركيب: يلعن خيره ـ عبارة تستعملها العامة لا بمعنى الدعاء على خير الشخص المضاف إليه، بل هي غالبا ما تسعمل بأحد إطلاقين: إما تعجبا على نحو قول العرب: قاتله الله ما أشجعه، وَهَوَتْ أمّه ما أَرْجَلَه ـ إذا ظهر منه ما يستدعي التعجب، وإما إخبار لبيان مبلغ الأذى الذي لحق إنسانا ما من آخر فيقال: لعن خيرَه ـ يعني أضره إضرارا بليغا. وكلا الاستعمالين لا يقصد به السب والطرد أو الدعاء على الشخص الملعون خيره ـ كما هو ظاهر ـ خاصة وأن العامة تقولها بدون إسناد اللعن إلى لفظ الجلالة، وهذا أبعد عن المأثم، لئلا يكون في ذلك تقوُّل على الله تعالى، كما حذر منه الإمام الغزالي في الإحياء فقال: فإن في اللعنة خطرا، لأنه حكم على الله عز وجل بأنه قد أبعد الملعون، وذلك غيب لا يطلع عليه غير الله تعالى.