وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( فنعم إذاً) أي: لك ما قلت, وليس هذا بدعاء, لأني لا أظنُّ الرسول علية الصلاة والسلام يدعو عليه بالموت, لكن لمَّا كان هذا الرجل غير مُتفائل جعل له الرسول علية الصلاة والسلام ما أراد. ولهذا ينبغي للإنسان ألا يُطلق لسانه في الأمور التي يُتشاءم منها, كما قال الشاعر: احذر لسانك أن تقول فتُتبتلي إن البـــــــــــــلاءَ مُوكَّل بالمنـــــــــــــطق يعني: لا تقل شيئاً تتشاءم به, فإن البلاء مُوكل بالمنطق, وقد رُوي في هذا حديث ضعيف: ( البلاءُ مُوكَّل بالمنطق). "
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قوله: ( إلا بقولي) أي بسؤالي عما لم يقع, كأنه قال فعوقبت بوقوع ذلك في آل بيتي... البلاء موكل بالمنطق (دراسة عقدية ) | مجلة العلوم الشرعية واللغة العربية. وقد وقع في مرسل مقاتل بن حيان عند ابن أبي حاتم" فقال عاصم: إنا لله وإنا إليه راجعون, هذا والله بسؤالي عن هذا الأمر بين الناس, فابتليت به. " وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وقول عاصم رضي الله عنه: " ما ابتُليتُ بهذا الأمر إلا لقولي " لهذا يقال: البلاء موكل بالمنطق. * ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله في "تاريخ بغداد " أنه اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد, فحضرت صلاة يجهر فيها, فقدموا الكسائي يصلي فأرتج عليه في قوله: { قل يا أيها الكافرون} [الكافرون:1] فلما أن سلم, قال اليزيدي: قارئ أهل الكوفة يرتج عليه في { قل يا أيها الكافرون} ؟ فحضرت صلاة يجهر فيها, فقدموا اليزيدي فأرتج عليه في سورة الحمد, فلما أن سلم قال: احفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البــــــــلاء مــــــوكل بالمـــــــنطق * قال محمد بن سيرين: عيّرت رجلاً بشيء منذ ثلاثين سنة أحسبني عوقبت به, وكانوا يرون أنه عيّر رجلاً بالفقر فابتلي به. * ذكر الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه: سير أعلام النبلاء " أن الوزير ابن الزيات, قال: ما رحمت أحدًا قط، الرحمة خور في الطبع، ثم إن الحال تغير, فسجن في قفص جهاته بمسامير كالمسال، فكان يصيح: ارحموني، فيقولون: الرحمة خور في الطبع.
وأنت أيها المريض تفاءل بالشفاء قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء)، وليحذر أقوام شرَّ ألسنتهم وليحبسوها إلا عن الخير، وكما قيل: العاقل من عقل لسانه إلا عن ذكر الله.