masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وما يجحد باياتنا إلا كل ختار كفور

Thursday, 11-Jul-24 02:22:30 UTC

وقوله " دعوا الله مخلصين له الدين " يقول تعالى ذكره: وإذا غشي هؤلاء موج كالظلل فخافوا الغرق، فزعوا إلى الله بالدعاء مخلصين له الطاعة، لا يشركون به هنالك شيئاً، ولا يدعون معه أحداً سواه، ولا يستيغثون بغيره. قوله " فلما نجاهم إلى البر " مما كانوا يخافونه في البحر من الغرق والهلاك إلى البر " فمنهم مقتصد " يقول: فمنهم مقتصد في قوله وإقراره بربه، وهو مع ذلك مضمر الكفر به. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى. وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله " فمنهم مقتصد " قال: المقتصد في القول وهو كافر. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله " فمنهم مقتصد " قال: المقتصد الذي على صلاح من الأمر. وقوله " وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور " يقول تعالى ذكره: وما يكفر بأدلتنا وحججنا إلا كل غدار بعهده، والختر عند العرب: أقبح الغدر، ومنه قول عمرو بن معدي كرب: وإنك لو رأيت أبا عمير ملأت يديك من غدر وختر وقوله " كفور " يعني: حجوداً للنعم، غير شاكر ما أسدي إليه من نعمة. وبنحو الذي قلنا في معنى الختار قال أهل التأويل.

  1. لقمان الآية ٣٢Luqman:32 | 31:32 - Quran O
  2. قال تعالى (( وما يجحد بأياتنا إلا كل ختار كفور ))

لقمان الآية ٣٢Luqman:32 | 31:32 - Quran O

وقوله تعالى: "وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور" فالختار هو الغدار, قاله مجاهد والحسن وقتادة ومالك عن زيد بن أسلم: وهو الذي كلما عاهد نقض عهده, والختر أتم الغدر وأبلغه. قال عمرو بن معد يكرب. وقوله "كفور" أي جحود للنعم لا يشكرها بل يتناساها ولا يذكرها. 32- ‌‌"وإذا غشيهم موج كالظلل" شبه الموج لكبره بما يظل الإنسان من جبل أو سحاب أو غيرهما، وإنما شبه الموج وهو واحد بالظلل. وهي جمع، لأن الموت يأتي شيئاً بعد شيء ويركب بعضه بعضاً. وقيل إن الموج في معنى الجمع لأنه مصدر، وأصل الموج الحركة والازدحام، ومنه يقال ماج البحر وماج الناس. وقرأ محمد بن الحنفية موج كالظلال جمع ظل "دعوا الله مخلصين له الدين" أي دعوا الله وحده لا يعولون على غيره في خلاصهم لأنهم يعلمون أنه لا يضر ولا ينفع سواه، ولكنه تغلب على طبائعهم العادات وتقليد الأموات، فإذا وقعوا في مثل هذه الحالة اعترفوا بوحدانية الله وأخلصوا دينهم له طلباً للخلاص والسلامة مما وقعوا فيه " فلما نجاهم إلى البر " صاروا على قسمين: فقسم "مقتصد" أي موف عاهد عليه الله في البحر من إخلاص الدين له باق على ذلك بعد أن نجاه الله من هول البحر، وأخرجه إلى البر سالماً.

قال تعالى (( وما يجحد بأياتنا إلا كل ختار كفور ))

قال الحسن: معنى مقتصد مؤمن متمسك بالتوحيد والطاعة. وقال مجاهد: مقتصد في القول مضمر للكفر، والأولى ما ذكرناه، ويكون في الكلام حذف، والتقدير فمنهم مقتصد ومنهم كافر، ويدل على هذا المحذوف قوله: "وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور" الختر: أسوأ الغدر وأقبحه، ومنه قول الأعشى: بالأبلق الفرد من تيماء منزله حصن حصين وجار غير ختار قال الجوهري: الختر الغدر، يقال ختره فهو ختار. قال الماوردي: وهذا قول الجمهور. وقال ابن عطية: إنه الجاحد، وجحد الآيات: إنكارها، والكفور: عظيم الكفر بنعم الله سبحانه. 32- "وإذا غشيهم موج كالظلل"، قال مقاتل: كالجبال. وقال الكلبي: كالسحاب. والظل جمع الظلة شبه بها الموج في كثرتها وارتفاعها، وجعل الموج، وهو واحد، كالظل وهي جمع، لأن الموج يأتي منه شيء بعد شيء، "دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد"، أي: عدل موف في البر بما عاهد الله عليه في البحر من التوحيد له، يعني: ثبت على إيمانه. نزلت في عكرمة بن أبي جهل هرب عام الفتح إلى البحر فجاءهم ريح عاصف، فقال عكرمة: لئن أنجاني الله من هذا لأرجعن إلى محمد صلى الله عليه وسلم ولأضعن يدي في يده، فسكنت الريح، فرجع عكرمة إلى مكة فأسلم وحسن إسلامه.

ذكر تعالى حال الناس، عند ركوبهم البحر، وغشيان الأمواج كالظل فوقهم، أنهم يخلصون الدعاء [للّه] والعبادة: { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ} انقسموا فريقين: فرقة مقتصدة، أي: لم تقم بشكر اللّه على وجه الكمال، بل هم مذنبون ظالمون لأنفسهم. وفرقة كافرة بنعمة اللّه، جاحدة لها، ولهذا قال: { وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ} أي غدار، ومن غدره، أنه عاهد ربه، لئن أنجيتنا من البحر وشدته، لنكونن من الشاكرين، فغدر ولم يف بذلك، { كَفُور} بنعم اللّه. فهل يليق بمن نجاهم اللّه من هذه الشدة، إلا القيام التام بشكر نعم اللّه؟