وقوْلُهُ في التَّسْبيحِ والتَّحْميدِ: "عَدَدَ ما خَلَقَ، عَدَدَ ما في الأرضِ والسَّماءِ، وعَدَدَ ما أحْصى كِتابُه، عَدَدَ كلِّ شيءٍ"، وقوْلُه: "مِلْءَ ما خَلَقَ، مِلْءَ ما في الأرضِ والسَّماءِ، ومِلْءَ ما أحْصى كتابُهُ، مِلْءَ كُلِّ شيءٍ" معناه: أنَّه يُسبِّحُ اللهَ ويَحْمدُهُ ويُثْني عليه بمِقْدارِ كُلِّ ما يُعَدُّ، ومِقْدارِ كلِّ ما يُمْلأُ به. والكِتابُ في قوْلِهِ: "عَدَدَ ما أحْصى كِتابُه" هو اللَّوْحُ المحفوظُ، أي: عَدَد ما حَوى اللَّوْحُ المحفوظُ منذُ خَلَقَ اللهُ الكوْنَ إلى نِهايَتِهِ. الدرر السنية. والمعنى: أنَّ المؤمنَ عندَما يَسْتشعِرُ عَظمةَ ربِّهِ عزَّ وجلَّ التي لا نِهايةَ لها، يُخبِرُ عمَّا يَسْتحِقُّهُ الرَّبُّ من التَّسْبيحِ والتَّحْميدِ بعَدَدِ ومِلْءِ هذه الأُمورِ العَظيمةِ، ولو كان في العَدَدِ ما يَزيدُ على ذلك لذَكَرَهُ، لا أنَّ ما أتَى به العبْدُ من التَّسْبيحِ هذا قدْرُه وعَدَدُه. وفي الحديثِ: أنَّ الذِّكْرَ المُضاعَفَ أعْظمُ ثَناءً وثوابًا من الذِّكْرِ المُفْرَدِ، ولو كان طِيلَةَ اللَّيْلِ والنَّهارِ().
أثناء السجود فهذا أقرب موضع للمسلم بربه. لحظة إفطار الصائم فإن للصائم دعوة لا ترد عن الإفطار. قبل التسليم من الصلاة، وبعد قراءة التشهد.
فهذه كلها سياقات واردة في هذا اللون من الذكر، ولكن بعضها أثبت من بعض، والأفضل في مثل ذلك: أن ينوع الذاكر، يذكر هذا تارةً، ويذكر هذا تارة. 27 5 488, 954
رواه البخاري (6306). والله أعلم