وفي نفس الوقت الذي تواجه فيه الذاتُ البشريّة الأخطارَ التي تقف أمامها، نلاحظ إغفالها لخطرٍ يمكن عَدّه من أهم مصادر الظلم والعدوان بالنسبة إليها، وهو: نفس الذات الإنسانيّة؛ إذ إن هذه النفس تظلم الإنسان في كثير من الأحيان، وهذا ما أشارت إليه النصوص القرآنيّة والروائيّة؛ حيث نلاحظ إن مضمونها عموماً يخاطب الإنسان قائلاً له: أيها الإنسان الذي تُعبئ كلّ قواك من أجل دفع وردع أي عدوان خارجيّ ينتابك، ما بالك تخنع أمام ظلم ذاتك لك واعتدائها عليك؟ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [1]. ﴿فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾[2]. ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ... ﴾[3]. بماذا يدعو المظلوم - موضوع. وورد عن رسول الله ﷺ أنه قال: «أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك» [4]. وعن أمير المؤمنين علي: «نفسك أقرب أعدائك» [5]. كيف يظلم الإنسان نفسه؟ وقد يسأل سائل: عن كيفيّة ظلم الإنسان لنفسه، وهل يمكن أن يحصل ذلك في الحقيقة وواقع الأمر، ونحن نعرف إن الظلم يحصل من الإنسان للغير فقط؟ والجواب: يمكن أن نذكر ثلاثة مصاديق لظلم الإنسان لنفسه وهي عبارة عن: 1 - إطلاق العنان للرغبات لا شكّ إن للإنسان رغبات متعدّدة كامنة فيه، ولابد من استيفاء استحقاقاتها في إطار حدودٍ وسقوفٍ حدّدها الشرع والعقل، لكن فتح المجال أمام هذه الرغبات دون قيود وشروط هو إيذاء للنفس، وظلم لها، رغم السعادة الظاهريّة التي قد يحسّ بها الإنسان.
فيصبح لدى الفرد منهم ردُ فعلٍ عكسيّ، وفقدان الثقة بالآخرين، فيرغب بالانتقام، وبذلك ينتشر ظلمٌ أكثر وفساد أكبر. يمكن لأي شخص مظلوم عدم التزام الصمت والدفاع عن نفسه، واسترداد حقّه بطريقة سلميّة عن طريق كتابة شكوى أو رسالة للمسؤولين، أو الجهة التي من الممكن أن تساعده في الظلم والجور الذي وقع عليه، سواء في العمل، أو ضمن شريحة من شرائح المجتمع في الدولة. وتدعى هذه الرسالة بِرسائل التَظَلُّمْ، يذكر فيها الشخص تفاصيل الظلم الواقع عليه بشكل كامل. معنى رسالة التظلّم هي كل شكوى مكتوبة من أيّ موظّف أو فرد من أفراد المجتمج، بحيث تكون موجهة إلى رئيس بمرتبة أعلى، بشأن قرار إداري صادر بصفة رسمية، ويعتبره المُتظلّم يمسّ بشكل مباشر مصلحته الشخصية. (1) كيف أكتب رسالة تظلم هناك خطوات محدّدة لكتابة رسالة التظلّم، وهي كالآتي: (2) تحديد الشخص المرسَل إليه إن هذا الأمر يعتمد على طبيعة العلاقة بين الشخص المرسِل والمرسَل إليه هذا الخطاب أو هذه الرسالة، فيمكن أن يكون المرسَل إليه: مسؤولاً حكومياً أو وزيراً أو أحد كبار الشخصيات في الدولة. مديراً في العمل أو المؤسسة. طريقة الإرسال يمكن أن تُحدّد الطريقة التي ترغب بإرسال هذه الرسالة إليه، فيمكن أن تكون الرسالة إلكترونية أو بخط اليد: في البداية يجب كتابة اسم الجهة المسؤولة أو اسم شخص مسؤول فيها، كأن تكتب مثلاً: السيد/رئيس وزير التربية والتعليم المحترم.