masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

اثر الايمان على النفس

Wednesday, 31-Jul-24 19:06:11 UTC

ويضرب الله الأمثال للناس؛ ليتذكروا ويتعظوا، فيعتبروا. فثمرات الإيمان وآثاره الطيبة في نفس الإنسان وحياته لا تعد ولا تحصى، ومن ثمراته أنه يحرر فكر الإنسان، ويحفظ عزته وكرامته. فالمؤمن يعلم أن الله تعالى هو وحده المالك لكل شيء، وهو رب العالمين، بيده المنع والعطاء والنفع والضر، والغنى والفقر، الإيمان بهذه الحقيقة يجعل الإنسان متحرراً، لا يخاف من أي قوة في الأرض أن تضره، ولا ينتظر منها أن تنفعه، لا يمد يده لأحد، ولا يذل نفسه لأحد، ويتحرر من الخرافات والأضاليل، ومن الاعتقادات الباطلة التي تقيد فكره وتلفه في ظلام الأوهام. اذكر أثر الإيمان على النفس ؟ لمادة التوحيد 2 مقررات لعام 1443 هـ 1443 | مؤسسة التحاضير الحديثة. مثل هذا التحرر لا يحصل إلا بالإيمان بالله تعالى. ومن ثمراته الطيبة الطمأنينة والرضى، فالمؤمن لا يكون بأي حال قنوطاً، لأن لديه العلم بأن الله هو مالك خزائن السموات والأرض، وبأن رحمته الواسعة لا حدود لها. هذا الإيمان يملأ قلبه رجاء وأملاً في رحمة الله وفضله، ومع أنه يصادف في الدنيا البؤس والحرمان والابتلاء، فإن الأمل والرجاء لا يفارقانه أبداً، وبقوة يمضى في حياته عاملاً متفائلاً، والكافرون محرومون من هذه النعمة، لذلك يسيطر عليهم اليأس، وغالباً ما يؤدى بهم إلى الانتحار، والله عز وجل يقول: «وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» «العنكبوت: 23» والذين جحدوا حُجج الله وأنكروا أدلته، ولقاءه يوم القيامة، أولئك ليس لهم مطمع في رحمتي لَمَّا عاينوا ما أُعِدَّ لهم من العذاب، وأولئك لهم عذاب مؤلم موجع.

اذكر أثر الإيمان على النفس ؟ لمادة التوحيد 2 مقررات لعام 1443 هـ 1443 | مؤسسة التحاضير الحديثة

فلماذا لا نتجه إلى الله إذا استشعرنا القلق؟ ولماذا لا نؤمن بالله ونحن في أشد حاجة لهذا الإيمان؟ (صورة طبق الأصل) *** 4 0 4, 095

إن سلوك الإنسان وأخلاقَه وتصرفاتِه في الحياة مظهرٌ من مظاهر عقيدته في حياته الواقعية وممارساته اليومية، فإن صلَحت العقيدة الإيمانية صلَح السلوك واستقام، وإذا فسَدت فسد واعوجَّ، ومن ثَمَّ كانت عقيدة التوحيد والإيمان بالله ضرورةً، لا يستغني عنها الإنسان؛ ليستكمل شخصيته، ويحقق إنسانيته، وقد كانت الدعوة إلى عقيدة التوحيد أول شيء قام به الرسول - صلى الله عليه وسلم - لتكون حجر الزاوية في بناء الأمة المسلمة. فثمرة كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) ثمرة طيبة تُؤتِي أُكُلَها في كلِّ حين بإذن ربها، والمؤمن كذلك لا يزال يُرفع له عمله الصالح في كل وقت حتى بعد مماته، وقد قال الله عنها: ( ألم تر كيف ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا) [إبراهيم:24-25]. وإذا سيطرت عقيدة التوحيد على النفس الإنسانية، أثمرت الفضائل الإنسانية العليا، فتسمو النفس عن الماديات الوضيعة، وتتَّجه دائمًا نحو الخير والنبل، والنزاهة والشرف، ويتخلق صاحبُها بالشجاعة والكرم، والسماحة والطمأنينة، والإيثار والتضحية. والمسلم إذا تمكنت العقيدة الإيمانية من نفسه تبرَّأ من الكافرين (من يهود، ونصارى، ووثنين، أو ملحدين، أيًّا كان لونهم أو فكرهم)، وما هم عليه من عقائد وأفعال، وسلوك وأخلاق، وانطلق يلتمس قدوته من الرسل - عليهم الصلاة والسلام - وآخرهم نبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن الصحابة الذين ربَّاهم على يديه - صلى الله عليه وسلم - فكانوا هم النموذجَ الفريد من الرَّعيل الأول، والذين قال عنهم: [ خير القرون قرني]، فكانوا قممًا شامخة، ارتفعوا فوق جواذب الجاهلية ومفاتن الدنيا وما فيها من مغريات.